تسويق التفاهة

تفاعل واسع حظيت به تغريدة للشيخ هيثم بن صقر بن ۖ سلطان القاسمي، وهو يحمل على ما آل إليه إعلامنا العربي، وكما قال في تغريدته «أمر مخزٍ حين يتصدر المشهد الإعلامي العربي خبر فنانة يشيد بشجاعتها لظهورها دون مكياج» بمناسبة يوم المرأة العالمي، و«يتجاهل» ذلك الإعلام خبر «طيار مقاتل سعودي عربي مسلم أسقط خلال ثوانٍ وبحرفية عالية ثلاث طائرات مُسَيّرة باتجاه أرض الحرمين والمقدسات الإسلامية».

وصل حال إعلامنا العربي لهذا المستوى بعد أن نجح أصحاب نظرية «الإعلام تجارة وليس رسالة» في تصدر إدارة دفته، وطالما أنه- أي الإعلام- سيتمكن من تغطية تكاليفه ويحقق أرباحاً فلا ضير من زيادة جرعة تسويق التفاهة بينما تواجه منطقتنا العربية والخليجية تحديداً أخطر وأخبث مخطط يستهدف أمنها واستقرارها وأنظمة الحكم فيها وتغيير خريطتها بتفتيت بلدانها الآمنة المستقرة المزدهرة.

وبينما كانت الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران تمطر أهلنا في المملكة العربية السعودية الشقيقة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة وتستهدف منشآتها البترولية وأعيانها المدنية، وجد هذا الإعلام متسعاً من الوقت لمتابعة فئة منحرفة من البشر تشرب القهوة من رضاعات الأطفال. تفاهة ما بعدها تفاهة تعد سقطة أخلاقية قبل أي شيء آخر.