عملية المستقبل الواعد.. كيف حررت وادي حضرموت من بطش الإرهاب؟

السبت 6 ديسمبر 2025 18:33:24
testus -US

رسم الجنوب العربي مسارًا جديدًا لطريقه التحرري من خلال عملية المستقبل الواعد، التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية.

القوات الجنوبية نجحت في تنفيذ عملية المستقبل الواعد التي انطلقت بتوجيهات الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

جاءت العملية استجابة لمطالب أبناء حضرموت الذين عانوا طويلًا من هيمنة الميليشيات الإرهابية وقوات الإخوان ممثلة بالمنطقة العسكرية الأولى، حسبما أعلنت القوات المسلحة الجنوبية.

وخرجت هذه العملية العسكرية الاستراتيجية لتحرير مناطق الوادي والصحراء واستعادة الأمن والاستقرار بعد عقود من التوتر والانفلات.

عملية المستقبل الواعد انطلقت بهدف استعادة السيادة وتطهير مدن ومناطق وادي وصحراء حضرموت من الجماعات الإرهابية والعناصر الإخوانية.

كما هدفت العملية بشكل مباشر، إلى قطع خطوط تهريب السلاح الإيراني إلى مليشيا الحوثي، بجانب تطبيع الأوضاع وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها.

حملت العملية بعدًا استراتيجيًا لطالما انتظره أبناء حضرموت لأكثر من 30 عامًا، تمثل في إنهاء النفوذ العسكري غير المشروع وإعادة القرار الأمني إلى المؤسسة العسكرية الجنوبية.

العملية العسكرية أثمرت عن تحقيق انتصارات سريعة وحاسمة عبر تحرير المديريات والمواقع الحيوية في وادي وصحراء حضرموت، والسيطرة على الممرات والمعسكرات وتأمين الخطوط التي كانت تشكل شرايين لتهريب السلاح والنشاط الإرهابي، ومع إحكام السيطرة على كامل المناطق، نجحت القوات المسلحة الجنوبية في القضاء على بؤر التوتر التي شكلت تهديدًا مستمرًا للأمن القومي.

رافق ذلك استقبال قوات كتيبة الحضارم وزملائهم الجنوبيين في المنطقة العسكرية الأولى الذين انضموا إلى صفوف القوات المسلحة الجنوبية، ما شكّل تعزيزًا لمفهوم الشراكة الوطنية والحفاظ على أمن حضرموت.

الخطوة المهمة الأخرى كانت انتقال القوات المسلحة الجنوبية فور اكتمال الجانب العسكري إلى مرحلة دقيقة تتمثل في تأمين المصالح العامة والخاصة وضمان استمرار مؤسسات الدولة دون اضطراب.

وفرضت القوات الجنوبية سيطرة كاملة على مؤسسات استراتيجية مثل البنك المركزي وفروعه والمنشآت المالية، إضافة إلى فرض سيطرة محكمة على مطار سيئون وتأمين مرافقه الحيوية بالحماية اللازمة.

كما شمل التأمين المقرات الحكومية والمراكز الخدمية والطرق الاستراتيجية، بما يضمن منع أي فراغ أمني أو عودة محتملة للعناصر الخارجة عن القانون.

هذه الإجراءات أثمرت خلال وقت قصير في إعادة الحياة الطبيعية وطمأنة السكان ورفع وتيرة النشاط التجاري والخدمي.

ومنذ تطهيرها من العناصر الإرهابية ومليشيا الإخوان، تشهد مدن وادي وصحراء حضرموت حالة من الاستقرار لم تشهدها منذ سنوات طويلة.

ففي ثمار التحرير، اختفت المظاهر المسلحة، وتراجعت حالات التوتر والانتهاكات، وعادت الخدمات للعمل بوتيرة أعلى، وبدأت الأسواق والشوارع تستعيد نشاطها الطبيعي.

كما أنَّ حالة الطمأنينة التي يعيشها المواطنون الجنوبيون تُعد واحدة من أبرز النتائج المباشرة للعملية، بما يؤكد أنّ حضرموت تسير بثبات نحو مرحلة جديدة من الأمن والاستقرار.

هذه التطورات التي عاشها الجنوبيون في حضرموت ستظل جنوبية الهوى والهوية ولن يتم السماح مهما طال الزمن أو قصر بأن يتم استهداف أمن الوطن أو استقراره.

الجنوب العربي بهذا النحو، يدفع نحو فرصة حالة متكاملة من الاستقرار الشامل، ويفرض واقعًا جديدًا في وادي حضرموت يكون فيه الجنوب العربي شاهدًا على استقرار متكامل في أرجائه.

هذا المنجز العسكري والأمني ينسجم مع تطلعات الجنوبيين الراغبين في أن يعيشون بأمن واستقرار، بما يدحر أي مخططات مشبوهة ترمي إلى النيل من أمن الجنوب وبما يحمي ثرواته من بطش قوى الاحتلال.