مطالب شعبية بإعلان دولة الجنوب العربي

الجمعة 12 ديسمبر 2025 18:06:31
testus -US

رأي المشهد العربي

يشهد الجنوب العربي، موجة واسعة من الاعتصامات الشعبية التي تأتي في إطار الاحتفاء بالانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في محافظتَي حضرموت والمهرة، وما مثلته تلك الانتصارات من تحول كبير في معادلة القوة واستعادة زمام المبادرة لصالح مسار التحرر الوطني.

تحولت هذه التجمعات الجماهيرية من فعاليات احتفالية إلى مساحة سياسية عبّر فيها الجنوبيون بوضوح عن مطلبهم المركزي وهو إعلان دولة الجنوب العربي واستعادة كامل حقوقهم السياسية والسيادية.

برزت هذه المطالب بوصفها تعبيرًا حيًا عن الإرادة الشعبية، حيث خرجت الجماهير في كل أرجاء الجنوب العربي على اختلاف مكوّناتها لتوحد صوتها خلف مطلب واحد يحمل في جوهره تطلعات عقود طويلة من النضال.

ما يميز هذه التحركات أنها لم تكن عفوية، بل جاءت مفعمة برسائل منظمة تؤكد أن الجنوبيين يعتبرون اللحظة السياسية الراهنة فرصة تاريخية ينبغي التقاطها دون تردد، بعد سلسلة من النجاحات الميدانية التي عززت ثقة المواطنين بقدرة الجنوب العربي على إدارة شؤونه بعيدًا عن الاضطرابات التي أثقلت كاهله لسنوات.

تضمنت الشعارات والبيانات الصادرة عن المعتصمين دعوة واضحة للمجلس الانتقالي الجنوبي باعتباره الممثل الشرعي لقضية شعبه، لاتخاذ الخطوات اللازمة في إطار هذه المطالب، والتي اعتُبرت بمثابة تفويض شعبي مباشر لقيادة الجنوب من أجل المضي نحو إعلان الدولة وتحقيق الاستقلال الكامل.

وقد أكدت الحشود الجنوبية أن المجلس الانتقالي، يمتلك الشرعية الشعبية والنضالية للتحرك وفق هذه التطلعات، خاصة بعد أن أثبت قدرته على قيادة المواجهات العسكرية والسياسية، والتعبير بصدق وفاعلية عن تطلعات شعبه كما يجب أن يكون.

إعلان الدولة المستقلة وفق ما يطالب به الجنوبيون، يمثل خيارًا استراتيجيًا نابعًا من تراكم تجارب طويلة أظهرت أن الجنوب لا يمكن أن يستعيد استقراره وازدهاره إلا من خلال إدارة مستقلة تعكس إرادة شعبه وتعمل وفق أولوياته.

بناء على ذلك، بات واضحًا أنَّ المرحلة المقبلة يجب أن تشهد خطوات عملية، تتدرج في البناء المؤسسي والسياسي، بما يضمن انتقالًا منظمًا نحو الدولة المنشودة، ويحافظ على الأمن ويمنع أي فراغ يمكن أن تستغله قوى الاحتلال المعادية التي تسعى لنسف إرادة الجنوبيين ولكن هيهات لمؤامراتها ومخططاتها.