الجنوب يحسم موقفه.. لا ترتيبات تتجاوز التطلعات

السبت 13 ديسمبر 2025 17:58:39
testus -US

رأي المشهد العربي

تعكس الاعتصامات والفعاليات الشعبية في أرجاء الجنوب العربي والتي ترفع مطلب إعلان دولة الجنوب، حجم الوعي الوطني المتقدم الذي بات يتمتع به الشارع الجنوبي.

ويملك الشعب الجنوبي، القدرة المتزايدة على تحويل الإرادة الشعبية إلى رسائل سياسية واضحة لا تحتمل التأويل.

يتجلى ذلك في خروج آلاف الجنوبيين حاملين مطالبهم بثبات، مؤكدين أن طريق التحرر الذي بدأ منذ سنوات طويلة لا يمكن التراجع عنه، وأن كل إنجاز ميداني أو سياسي يتحقق لابد أن يواكبه حضور شعبي يرسخ شرعية المشروع الوطني الجنوبي.

وتكتسب هذه الاعتصامات أهمية لافتة لأنها لا تمثل مجرد تجمعات احتجاجية، بل تتحول إلى منصة شعبية تعيد صياغة علاقة الجنوبيين بمستقبلهم السياسي والأمني.

فالرسائل التي بعث بها الشارع الجنوبي حملت تأكيدًا قاطعًا على أن أي ترتيبات تُبحث على المستوى الداخلي أو الإقليمي يجب أن تراعي أولًا الإرادة الجمعية لأبناء الجنوب، وأن محاولات تجاوز صوت الشعب أو الالتفاف على تطلعاته لن تجد سبيلًا للنجاح بعد اليوم.

وتأتي هذه المواقف في توقيت حساس، إذ تشهد المنطقة حوارًا مفتوحًا حول شكل المرحلة المقبلة، الأمر الذي جعل الحضور الشعبي الجنوبي بمثابة صمام أمان للحفاظ على المسار التحرري.

رسائل الجنوبيين في هذا الصدد تعبر عن رفض أي محاولات للمساس بأمن الجنوب أو جرّه إلى مربع الفوضى مجددًا، خصوصًا بعد الجهود الكبيرة التي أنجزتها القوات المسلحة الجنوبية.

فالدفاع عن الأرض واستقرارها أصبح جزءًا من الهوية الوطنية اليومية، وهو ما ظهر جليًا في الشعارات والمطالب التي يرفعها الجنوبيون خلال الاعتصامات، والتي شددت على ضرورة حماية المكتسبات الأمنية والعسكرية وعدم السماح بعودة أي قوى أو جماعات كانت سببًا في زعزعة الأمن سابقًا.

كما تحمل الاعتصامات رسالة أخرى موجهة للقوى السياسية الإقليمية والدولية، مفادها أن الجنوب العربي اليوم يمتلك موقفًا موحدًا وشعبًا متماسكًا يعرف تمامًا ما يريد، وأن أي ترتيبات مستقبلية تتجاهل هذا الواقع ستصطدم بجدار الإرادة الشعبية.