حسم معركة الإرهاب.. أولوية جنوبية لا تقبل المساومة

الخميس 18 ديسمبر 2025 17:55:10
testus -US

رأي المشهد العربي

أصداء مستمرة للعمليات العسكرية التي أطلقها الجنوب العربي في الفترة الأخيرة، في تحركات سريعة ومتتالية عكست بوضوح طبيعة المعركة التي يخوضها الجنوب وأهدافها الحقيقية.

هذه العمليات جاءت موجّهة بشكل مباشر وحاسم ضد قوى الإرهاب بمختلف أشكالها ومسمياتها، دون أي التباس في الأولويات أو ازدواجية في المواقف.

فهذه التحركات لا تنطلق من دوافع ظرفية أو حسابات آنية، بل تأتي في إطار رؤية أمنية شاملة تعتبر مكافحة الإرهاب المدخل الأساسي لبناء الاستقرار وحماية الجنوب من هذه الآفة الخطيرة.

وأثبتت التجربة أن التنظيمات الإرهابية، بما تحمله من فكر متطرف ومشاريع تخريبية، تمثل التهديد الأخطر على أمن الجنوب العربي ومستقبله، وتسعى باستمرار إلى استغلال الفراغات الأمنية والتحديات السياسية لإعادة إنتاج الفوضى.

ومن هذا المنطلق، ركزت العمليات العسكرية الجنوبية على استهداف بؤر النشاط الإرهابي، وتفكيك شبكاته، وتجفيف مصادر دعمه، بما يضمن تقويض قدرته على الحركة والتأثير.

كما اعتمدت هذه العمليات على الانتشار المنظم والسيطرة الميدانية، بما يقطع الطريق أمام أي محاولات لإعادة التموضع أو التمدد وهو ما يمثل محورًا أساسيًّا في استراتيجية العمل العسكري الجنوبي.

يؤكد استمرار هذه العمليات أن الجنوب ماضٍ في معركته ضد الإرهاب حتى حسمها الكامل، دون تراجع أو مساومة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن الأمن لا يمكن أن يكون منقوصًا أو مؤقتًا.

فالمعركة لا تُدار بردود أفعال متفرقة، بل وفق نهج استباقي يقوم على الضربات الدقيقة وبناء منظومة أمنية متكاملة تتداخل فيها الأدوار العسكرية والأمنية والاستخباراتية.

تهدف هذه المنظومة إلى فرض واقع جديد من الأمن والاستقرار المستدام، ينعكس إيجابًا على حياة المواطنين، ويعيد الثقة بالمؤسسات، ويهيئ البيئة المناسبة للتنمية والاستثمار.

كما تعكس هذه السياسة التزامًا واضحًا بحماية الجنوب من مخاطر الإرهاب، وصون مكتسباته، وترسيخ معادلة مفادها أن الاستقرار هو خيار استراتيجي لا حياد عنه، وأن المعركة مع قوى الإرهاب معركة وجود ومستقبل سيحسمها الجنوب العربي بإرادة صلبة ونهج حازم.