الجنوب يجابه المؤامرة المكشوفة.. تصعيد يمني خطير يوثقه المجلس الانتقالي
رأي المشهد العربي
في سياق التصعيد السياسي المتنامي، جاء بيان المجلس الانتقالي الجنوبي الأخير ليكشف بوضوح عن حجم التآمر في الخطاب اليمني الرسمي، ليضع المجتمعين الإقليمي والدولي أمام حقيقة مواقف لم تعد قابلة للتأويل.
فقد شكّل تصريح نائب وزير الخارجية اليمني المدعو مصطفى النعمان، الذي أبدى فيه استعداد من وصفهم بـ"الوحدويين اليمنيين" للتحالف مع مليشيا الحوثي بذريعة حماية الوحدة، نقطة تحول خطيرة أعادت إنتاج منطق التحالفات الانتهازية على حساب الأمن والاستقرار والحقوق السياسية لشعوب المنطقة.
الجنوب ينظر إلى أن هذا التصريح أو التهديد بوصفه اعترافًا سياسيًا صريحًا بأن القوى اليمنية باتت مستعدة لإعلان التحالف المباشر مع الحوثيين لمحاربة الجنوب العربي في ظل تحركاته نحو تثبيت مكتسباته السياسية وتعميق مساره التحرري.
هذا الموقف التحريضي اليمني لا يكشف فقط ازدواجية الخطاب، بل يفضح أيضًا هشاشة المشروع الوحدوي الذي يُقدَّم كقيمة وطنية في وهم يروجه أنصار هذا المشروع، بينما يُستخدم عمليًّا كأداة للهيمنة والإقصاء.
خطورة هذا التصريح اليمني لا تكمن في مضمونه السياسي فحسب، بل في دلالته العميقة على حجم الرعب الذي تعيشه تلك القوى نتيجة ما حققه المجلس الانتقالي الجنوبي من حضور داخلي وتماسك شعبي واعتراف سياسي متزايد.
فالتلويح بالتحالف مع المليشيات الحوثية الإرهابية بما تمثله من تهديد للأمن الإقليمي، يكشف أن استهداف الجنوب بات أولوية تتقدم على أي اعتبارات وطنية أو أخلاقية، وهو ما يؤكد أن الجنوب لا يواجه مجرد خلاف سياسي، بل مشروعاً منظماً لإجهاض إرادته.
هذا الخطاب العدائي المتسارع يعكس انتقال قوى الاحتلال اليمني من مرحلة الإنكار إلى مرحلة المكاشفة، حيث لم تعد تخفي استعدادها لإشعال مزيد من الفوضى إذا ما استمر الجنوب العربي في ترسيخ واقعه السياسي والإداري. في المقابل، يقدّم المجلس الانتقالي نفسه كقوة عقلانية ومسؤولة، تلتزم بالمسار السياسي وتسعى إلى حماية أمن الجنوب والمنطقة، بعيداً عن منطق التحالفات العبثية.
بيان المجلس الانتقالي الجنوبي لا يكتفي بإدانة تصريح عابر، بل يضعه في سياقه الاستراتيجي الصحيح، بوصفه دليلاً إضافياً على أن معركة الجنوب اليوم هي معركة وعي وكشف للحقائق. وهو بذلك يعزز من شرعية قضية شعب الجنوب، ويؤكد أن ما تحقق من مكتسبات لم يكن صدفة، بل نتيجة نضال منظم أقلق القوى المعادية.