عرس وقنابل صوتية

عبدالقوي الاشول

لا أدري إن كان مثل هؤلاء الذين يتعمدون إقلاق السكينة بتلك الطرق الفوضوية المستهترة للغاية في أعراسهم التي تتحول إلى بشاعة مطلقة ولا تعبر بأي حال عن فرحة، إن لم تكن تلخص نمطاً من السلوك البشع الفج ومركب النقص ومحاولة الظهور بصورة مختلفة، رغم أنها في جوهرها نمط غريب من المتناقضات التي ليس فيها أدنى الحسابات الأخلاقية أو احترام من حولهم في مناطق سكنية تتحول في تلك الأعراس إلى ما يشبه المعارك القتالية، خصوصاً وهؤلاء الفرحون، إن جاز التعبير، يصرون على إطلاق أنواع الأعيرة النارية، وصولاً إلى القنابل الصوتية.
 والمؤسف أن تلك التصرفات الاستعلائية الغاية في الاستهتار تتم على مقربة من مراكز الشرطة كما هو الحال في منطقة الطويلة بكريتر التي تشهد نمطاً من الأعراس التي تستمر حتى وقت متأخر من الليل وغيرها من أحياء عدن. ظاهرة للأسف لم تجدِ كافة المعالجات إزاءها خاصة وقد غابت أجهزة الأمن عن ضبط هؤلاء الذين لا يحترمون أحدا.
 واللافت أنه كلما كان صاحب العرس ذا مال أو وجاهة في السلطة، أو ممن أتت لهم مداخيل فلكية في غفلة من الزمن، كان العرس مدعاة للفوضى وكثرة الأعيرة النارية التي تطلق بعبثية غريبة.
 واقع يعاني فيه السكان منذ زمن، وقد زادت حدة هذه المظاهر مؤخراً، ولا يمكنك أن تشير إلى معالجات فعلية على الأقل تلزم أولئك باحترام الآخرين.. أولئك يحولون نعم الله عليهم للأسف إلى نقمة وسلوك واستخفاف، وإلا لما قبلوا أن تكون أعراسهم بتلك البجاحة وقلة الذوق. ونقترح على الأخوة في أجهزة الأمن تخصيص منطقة خالية في ضواحي عدن لمن لديهم لوثات من هذا النوع ونرجسية مفرطة في سماع أصوات القنابل والنيران الحية في أفراحهم.
على الأقل في مثل هذه الحال نجنب السكان الإزعاج والرصاص الراجع، فهل نرى حلاً لهذه الظاهرة القبيحة؟​

مقالات الكاتب