بطولات الجنوبيين في الضالع و الجرح الذي شرخته
رأي المشهد العربي
يومًا بعد يوم، تسطّر المقاومة الجنوبية بطولات متعاظمة، تدحر فيها مليشيا الحوثي في محافظة الضالع، مكبّدةً الانقلابيين خسائر فادحة، ضربت عصب الانقلابيين في مقتل.
سرعة الانتصار على أهل الشر كشفت على ما يبدو النواقص التي تنتاب عمل حكومة عبد ربه منصور هادي في تصديها للمليشيات الحوثية، وحتمية إعادة ترتيب صفوفها من جديد وتطهير نفسها من الداخل من "خيانات الداخل".
في غضون عشرة أيام فقط على معارك الضالع، تعرّضت مليشيا الحوثي لانهيارات كبيرة وخسائر هائلة، فقدت على إثرها 480 قتيلاً بينهم عناصر قيادية في صفوف الانقلابيين، فضلاً عن مئات آخرين من الجرحى.
عملية السيطرة على مديرية قعطبة تضمّنت الهجوم من ثلاثة محاور، هي غيث وسناح وحجر، وقد اشتركت فيها قوات المقاومة الجنوبية وقوات الحزام الأمني وقوات ألوية العمالقة تحت قيادة وإشراف المجلس الانتقالي برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي، وقد انتهت المعركة بتطهير كامل للمدينة.
المواجهات أسفرت كذلك، بحسب إحصاءات عسكرية، عن أسر 60 عنصراً بينهم 12 قيادياً ميدانياً، وفرار وتخلي العشرات عن القتال مع المليشيات.
التحالف العربي قدّم دعماً كبيراً في هذه المواجهات، من خلال إسناد جوي كبير، ما أسفر عن تدمير عشرات الآليات والأطقم والأسلحة.
المعارك على الأرض تشير إلى أنّ القوات الجنوبية حسمت المعركة، وقدّمت كثيراً من الدروس التي لن تنسى على الأمدين القريب والبعيد.
أحد أهم الرسائل قُدّمت للمليشيات الحوثية، ومفادها أنّ للجنوب درعاً يحمي الأرض، وسيفاً يقطع شرور الإرهاب، ويبدو أنّ الانقلابيين راودتهم أحلام قديمة سعت للسيطرة على مدن جنوبية، إلا أنّ بطولات الجنوبيين قد دفنت هذه المؤامرات في قبور اللا عودة.
سرعة الحسم أمام المليشيات الحوثية أيضًا قدّمت رسالة إلى الحكومة، تعلّقت بكيفية حسم المواجهة مع العدو الحوثي، فبينما استغرقت الحكومة الكثير من الوقت لكسب معركة ما أمام المليشيات، إلا أنّ بطولات الجنوبيين فضحت ما يمكن اعتباره خذلاناً من بعض الأطراف المحسوبة على الشرعية.
هذه الحالة استدعت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي وصلت إلى حد المطالبة بنقل بعض قادة الجيش إلى "مدرسة الضالع" لتعلم فنون القتال، وطرق التصدي للمليشيات.
وبعيداً عن أنّ مثل هذه الحملات تحمل في طياتها سخريةً أكثر مما تمثله من طلبٍ واقعي يمكن تحقيقه على الأرض، فإنّ حكومة هادي إذا ما أرادت تغيير دفة الحرب وحسم المعارك متعددة الجبهات، مع المليشيات الحوثية فإنّ مهمتها الأولى هي تطهير نفسها من عناصر حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية.
قادة الإصلاح، النافذون في حكومة هادي، ارتكبوا عديد الخيانات التي سهّلت تقدّم مليشيا الحوثي بمناطق كانت محررة، وأعيدت إلى سيطرة الانقلابيين.