بطولات المقاومة في الضالع.. هزيمة عسكرية للحوثيين وانهيار إعلامي للإصلاح
"يا نار أرضي أشعليها ضد الروافض أحرقيها، هذا جنوبي مسكني لن أرتضي شيعا تجيها، بالروح بانفدي جنوبا لأجل الشهادة نرتجيها".. واحدة من الكلمات التي رسخت قوية مزلزلة في قلوب قبل عقول الجنوبيين، حماسةً يفتكون بها العدو، يدافعون بها عن الأرض والعِرض.
لم يتزعزع يقين الجنوبيين بأرضهم وقيادتهم يوماً، ظلوا يؤمنون بها وتؤمن هي بهم، ليتشكل مزيجٌ من العزيمة والثقة تدحر أي مخططات تستهدف النيل من الأرض العتيدة وحق شعبها في تقرير مصيره، لتتحقق الانتصارات واحدة تلو أخرى، منها عسكرياً ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، والأخرى إعلامية ضد حزب الإصلاح، ذراع الإخوان الإرهابية.
"الهزيمة العسكرية" سطّرتها المقاومة الجنوبية التي حقَّقت بطولات متعاظمة، دحرت فيها مليشيا الحوثي في محافظة الضالع، وكبَّدتها خسائر فادحة، ضربت عصب الانقلابيين في مقتل.
عشرة أيام فقط على معارك الضالع كانت كافية لتعرية الحوثيين، إذ تعرَّضت المليشيات لانهيارات كبيرة وخسائر هائلة، فقدت على إثرها 480 قتيلاً بينهم عناصر قيادية في صفوف الانقلابيين، فضلاً عن مئات آخرين من الجرحى.
المواجهات أسفرت كذلك، بحسب إحصاءات عسكرية، عن أسر 60 عنصراً بينهم 12 قيادياً ميدانياً، وفرار وتخلي العشرات عن القتال مع الملشيات، وقد ساهم التحالف العربي في هذه النجاحات بدعم كبير، من خلال إسناد جوي كبير، ما أسفر عن تدمير عشرات الآليات والأطقم والأسلحة.
المقاومة الجنوبية تمكّنت من إسقاط جبهات قعطبة ومريس بمعركة قطع النفس، واستأصلت سرطان الشر الحوثي الذي توغّل وانتشر ونهش في عظام اليمنيين على مدار خمس سنوات ولا تزال.
الأمر لا يقتصر على هزيمة عسكرية للحوثيين، لكن يبدو أنّ بطولات الجنوبيين دحرت حرباً إعلامية، ظهرت ملامحها في الأيام القليلة الماضية، وشنّتها ما تُوصف على صعيد واسع بـ"الذباب الإلكتروني" التابعة لحزب الإصلاح.
"المشهد العربي" رصد في الأيام الماضية، تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حاولت - بشكل بدا أنّه منظم ومدبر - ترويج الأكاذيب والإدعاءات عن سير المعارك، ومحاولة إعلان انتصارات الحوثيين على أمل أن تتهيئ لهم الفرصة للتوغل في الجنوب لمصادرة حق أهله في استعادة أرضهم ودولتهم، إلا أنّ نجاحات المقاومة بدعمٍ من التحالف، أصابت هذه الكتائب الإلكترونية بصدمة كبيرة، ضربت مؤامراتهم في مقتل.
الفترة الماضية كانت شاهدةً على كثيرٍ من الدلائل التي تكشف تقارباً وتشابهاً بين الحوثيين والإصلاح، فكلاهما يملك مليشيات إرهابية تمارس القتل والترويع ضد الآمنين، ولا تفوِّت فرصةً من أجل توسيع تمدُّدها وانتشارها، ولعل القاسم المشترك بينهما أيضاً هو العمل على إنهاك الجيش والتحالف العربي لأطول أمد ممكن، وذلك بهدف مصادرة السلطة متى يحين ذلك، ومن غير المستبعد أن ينتهي "شهر العسل" الذي يجمع بينهما في هذه الآونة وصولاً إلى الصدام المباشر حال نجحت المرحلة الأولى من مؤامرتهما المشتركة.
وبين هذا وذاك، يظل الراسخ في وجدان كافة الأطراف، أنّ للجنوب درعاً وسيفاً يتمثل في "المقاومة" التي أثبتت بسالتها وقدرتها على الزود عن الحق وذبح شرور الإرهاب، تحت قيادة سياسية وعسكرية مناضلة، تتمثّل في القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الذي يقود المعارك بنفسه وبمشاركة أفراد أسرته، ما يقدم دروساً لأولئك المتخاذلين في "الشمال" عن كيفية حماية الأرض.