متشدّدو الحوثي وسرقة المساعدات.. هل انفرط عِقد السيطرة من قبضة عبد الملك؟

السبت 22 يونيو 2019 19:55:38
"متشدّدو الحوثي" وسرقة المساعدات.. هل انفرط "عِقد السيطرة" من قبضة عبد الملك؟

"هؤلاء المتشددون لا يعبأون إلا بتحقيق المكاسب وزعزعة الاستقرار".. اعترافٌ صريح ومباشر صدر عن مسؤول أممي بارز، لم يُوجِّه اتهامات فقط لمليشيا الحوثي بالتسبُّب فيما آلت إليه الأمور، لكنّ كشف ضمنياً عن صراعات داخل معسكر الانقلابيين.

مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي قال في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، إنَّ هناك متشددين داخل المليشيات الحوثية لا يعبأون إلا بتحقيق المكاسب وزعزعة الاستقرار، لافتاً إلى أنّ مساعدات غذائية شهرية تبلغ قيمتها 175 مليون دولار جرى توجيهها في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين للمساعدة في تمويل الصراع.

وأضاف أنّه يأمل أن تسود النوايا الطيبة للحوثيين حتى يتسنى للبرنامج رفع تعليق جزئي للمساعدات في اليمن وتفادي انهيار النظام الإنساني بالكامل.

تصريحات بيزلي جاءت لتوضيح أسباب اتخاذ قرار بتعليق جزئي لتوزيع المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وذلك بسبب الجرائم التي يرتكبها الانقلابيون في هذا السياق.

وتقول وكالة "رويترز"، إنّ هذا القرار يؤثر على 850 ألف شخص في صنعاء من بين أكثر من عشرة ملايين شخص، يعتمدون على الغذاء الذي يوفره البرنامج.

إلا أنّ ما لفت الأنظار في تصريحات بيزلي زعمه أنّ قائد المليشيات عبد الملك الحوثي وشقيقه بذلا جهوداً للتوصُّل إلى حل، وأرجع سبب تفاقم الأزمة إلى "متشددين" في صفوف الانقلابيين، ما يشير ضمنياً أنّ عبد الملك لا يسيطر على الأمور بشكل كامل لدى المليشيات، وأنّ سيطرته قد انفرط عقدها أمام من وصفهم المسؤول الدولي بـ"المتشددين".

لم يُحدِّد بيزلي من هم هؤلاء المتشددين، لكنّ ما قاله يكشف حجم الانقسامات التي ضربت معسكر الحوثيين، وذلك بافتراض أنّ عبد الملك وشقيقه يسعيان لحل الأزمة.

إجمالاً، يمكن القول إنَّ سنوات الحرب التي أشعلها الحوثيون منذ صيف 2014، شهدت اعترافات أممية بين حينٍ وآخر بالجرائم التي ترتكبها المليشيات، ومنها نهب المساعدات وبيعها في السوق السوداء وقصر توزيعها على عناصرها دون أن تقود هذه الاعترافات إلى نتائج تردع الانقلابيين.

إلا أنّه هذه المرة، نفّذ برنامج الأغذية العالمي تهديده بوقف توزيع المساعدات في مناطق سيطرة المليشيات، وذلك حتى يقبل الحوثيون بنظام البصمة الذي يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها وعدم تحويرها أو سرقتها.

الانقلابيون حاولوا الضغط على البرنامج بطرقٍ عدة للاستمرار في تقديم المساعدات، نظراً للمكاسب الهائلة التي تحقِّقها من جرَّاء ذلك، لكنّ ذلك لم يُغيِّر من حقيقة الواقع شيئاً.

وتقول مصادر ميدانية إنّ المليشيات الحوثية حاولت امتصاص غضب برنامج الغذاء العالمي عبر المناورة واستخدام الشارع كوسيلة للتعبير عن غضب المواطنين من القرار، وهي وسيلة حاول من خلالها الانقلابيون الالتفاف على الأمر الواقع.

وكانت المليشيات قد أعلنت رفضت بشكل قاطع نظام البصمة الذي يسعى برنامج الأغذية العالمي لاعتماده في مناطق سيطرتها للحد من سرقات المساعدات الإنسانية، ولوّح كبار قادتها - قبل أيام - بإيقاف عمل البرنامج نهائيا إذا لم يخضع لآلية المليشيات في توزيع المساعدات.