تراجع الـ10 دقائق.. كيف يُغيِّر الاستراتيجية الأمريكية ضد الحوثيين؟
أحدث التراجع الأمريكي عن قصف أهداف إيرانية رداً على إسقاط الطائرة المسيرة، تساؤلات عن مستقبل الضغوط التي قد تفرضها واشنطن على طهران لاستئصال هذا الخطر.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال - أمس الجمعة - إنّه أصدر أمراً بإيقاف الضربة العسكرية ضد إيران قبل عشر دقائق من شنّها، عقب إعلان طهران إسقاط طائرة أمريكية مُسيرة أمس الأول الخميس، زعمًا بأنها حاولت اختراق مجالها الجوي.
ترامب أكّد في سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، أن الجيش الأمريكي متأهب ومُستعد، وقال: "لسنا في عجلة من أمرنا، لقد أعدنا بناء جيشنا، ونحن على استعداد للذهاب إلى أي مكان في العالم".
تعمل واشنطن منذ زمن بعيد على استئصال خطر إيران وتحجيم دورها في المنطقة، وبعد التراجع عن غارات فجر الجمعة، فإنّ استراتيجية واشنطن للضغط على إيران في الفترة المقبلة قد تعتمد على تحجيم نفوذها وانتشار مليشياتها في المنطقة إلى حد كبير، وفي مقدمة ذلك الانقلابيون الحوثيون.
في هذا السياق، تقول صحيفة العرب الدولية إنّ تصريحات المبعوث الأمريكي إلى إيران براين هوك التي أكد فيها ضرورة ألا تحصل طهران على موضع قدم في اليمن يمكنها من تهديد مضيق باب المندب، توضّح التحوُّل البارز في موقف إدارة واشنطن لجهة ربط ملف الحوثيين في اليمن بملف المواجهة مع إيران بعد أن كانت واشنطن تتعامل مع هذا الملف بشكل منفصل طوال الفترة الماضية.
وكان هوك قد عقد اجتماعاً أمس الجمعة مع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، الذي قال إنّ الاجتماع ركّز حول ما تقوم به إيران في اليمن من نشر إرهابها ونظامها العدائي متخذة اليمن مركزاً رئيسياً لها ومتناسية كافة النواحي الإنسانية للشعب اليمني.
وكانت واشنطن قد أعلنت توجيه ضربة عسكرية محدودة في أكتوبر 2016 استهدفت مواقع رادارات تابعة للمليشيات الحوثية على سواحل البحر الأحمر في أعقاب ما قالت إنه هجوم حوثي على ثلاث سفن أمريكية قبالة سواحل الحديدة، ما يزيد من احتمالية ضغط واشنطن على الحوثيين.
وتوضّح الصحيفة أنّ التحولات الأخيرة في الموقف الأمريكي وتصريحات مبعوث واشنطن إلى إيران تُعزِّز من احتمال إقدام واشنطن على الرد على استفزازات طهران في اليمن، لتجنب مواجهة مباشرة مع طهران وهي ذات الاستراتيجية التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
بالتزامن مع ذلك، تتوجّه الأنظار إلى اجتماعات اللجنة الرباعية التي تضم السعودية والإمارات الولايات المتحدة وبريطانيا غداً الأحد، في ظل مؤشرات على تبلور مواقف متشددة تجاه الحوثيين، من الممكن أن تشكل تحولاً فارقاً في الموقف الدولي من اتفاق السويد والتساهل الأممي مع الحوثيين.