طوفان سقطرى ينهي شرعية محروس ويقتل أحلام الإخوان في الجنوب
استمر طوفان أهالي سقطرى الرافض لسياسيات المحافظ رمزي محروس بعد أن احتشد المئات، اليوم الأحد، في أحد ساحات عاصمة المحافظة، وهي المرة الثالثة التي تشهد فيها المحافظات تظاهرات شعبية رافضة لمخطط الإخوان الساعي لإرباك الجنوب وتعطيل محاولات استعادة الدولة التي تجري على قدم وساق.
ويرى مراقبون أن الرفض الشعبي للمحافظ الإخوان اسقط شرعيته بالأساس، بعد أن أضحى مرفوضا من الجميع بل أن صورته اهتزت بصورة كبيرة بعد أن تعرض موكبه للقذف بالأحذية، وكذلك فإن استمرار التظاهرات يعد مؤشرا على وعي المواطنين بخطورة الإخوان ويقتل أحلامهم في الجنوب، بما يعد بداية مبكرة للفظ الجماعة الإرهابية من باقي المدن والمحافظات الموجودة بها بعد أن أضحى تحالفها مع مليشيا الحوثي مفضوح أمام الجميع.
ويذهب البعض للتأكيد على أن تظاهرات سقطرى توجه رسالة مباشرة إلى الشرعية بأنها ليست في مأمن عن ثورة أهالي الجنوب بعد أن تمادت في قراراتها التي تثبت سوء نيتها تجاه المواطنين الأبرياء ودفعها باتجاه تحقيق مصالح الإصلاح الذي أضحى مهيمنا عليها، تحديدا وأن جزيرة سقطرى لم يكن معروفا عنها الخروج في تظاهرات سياسية بل هي مدينة هادئة كان يعتقد الإصلاح أنه قادرا على اختراقها بسهولة.
واحتشد المئات من أبناء محافظة سقطرى اليوم الأحد في الساحة الواقعة بجانب منشأة الفقيد سعد علي سالمين الرياضية بمدينة حديبو عاصمة المحافظة في تظاهرة شعبية ضد محافظ سقطرى، رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية فهد سليم كفاين، المواليان لحزب الإصلاح الإخواني.
وطالب المحتشدون المحافظ والوزير بترك سقطرى تعيش في رخاء وأمان، مؤكدين أن لا مكان لحزب الإصلاح الإخواني في الجزيرة، مشيرين إلى أن الشعب السقطري قرر عدم التراجع، واستمرار الوقفات الاحتجاجية حتي يرحل حزب الإصلاح ومليشياته من سقطرى .
وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية، انعكاساً لحالة الغليان الشعبي، الذي تعيشه الجزيرة، حيث شهدت العاصمة حديبو يوم الأربعاء الماضي، مسيرة حاشدة رفع خلالها المحتجون لافتات تعبر عن رفضهم لإخفاقات سلطة المحافظ ومحروس، مطالبين بإقالته وتغييره وكذلك رفض سياسات الوزير كفاين الهادفة لجرّ الجزيرة تنفيذاً لأوامر حزبية عليا، يرعاها الجنرال الإخواني على محسن الأحمر.
وسبق أن تعرض موكب المحافظ محروس، والوزير كفاين، للرمي بالحجارة والأحذية، من قبل مواطنين غاضبين، أمام المجمع الحكومي في مديرية قلنسية، رفضاً للقرارات التي اتخذها سابقاً، والتي قضت بتمكين شركة أبناء الصغير، من قطاع الطاقة في المديرية، بدلاً من شركة "ديكسم باور" التابعة لمؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
وقالت مصادر محلية، أن هناك ترتيبات واستعدادات غير معلنة يقوم بها أبناء مديرية حديبو، عاصمة المحافظة، للسير في الاتجاه الذي سار عليه أبناء قلنسية، وانتزاع قرار التخلص من شركة أبناء الصغير المدعوم من قبل جهات حزبية إخواني، بعد أن أنهكتهم الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي واستبدالها بشركة "ديكسم باور"، التابعة لمؤسسة خليفة بن زايد، التي كانت تدير قطاع الطاقة إبّان تولي المحافظ السابق اللواء سالم عبدالله السقطري، والفقيد أحمد عبدالله بن حمدون، زمام الأمور في المحافظة.
وشهدت تلك الفترة استقراراً كبيراً في الكهرباء، قبل أن تقدم سلطة المحافظ الحالي على سحب زمام الأمور المؤسسة من الشريكة الإماراتية، وتسليمها لشركة أبناء الصغير بإيعاز من قيادات حزب الإصلاح الإخواني، لتعود معها حالة عدم الاستقرار في قطاع الطاقة وغيرها من القطاعات
ومن جانبها دعت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة سقطرى، جميع أبناء المحافظة إلى عدم الانجرار خلف تأثيرات الصراع التي تشهدها المحافظة حتى لا تصبح يوماً من الأيام أدوات بيد قوى وأجندة تضر بالمحافظة والقضية الجنوبية.
كما دعت القيادة المحلية كل أبناء محافظة سقطرى إلى الحوار في إطار الحوار الجنوبي الجنوبي من أجل تحقيق الشراكة المجتمعية والاستعداد في ظل الدولة الجنوبية الفدرالية الحديثة.
وحملت القيادة المحلية بالانتقالي الجنوبي، السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالمحافظ رمزي محروس عن كل ما يحدث، مؤكداً على ضرورة و سرعة تشكيل الحزام الأمني والذي يعد صمام أمان للحفاظ على أمن واستقرار المحافظة والعمل مع كل القوى الخيرة لبناء قوة عسكرية دفاعية أمنية من أبناء المحافظة أسوة ببقية المحافظات الجنوبية.
وأشادت القيادة المحلية بمستوى الوعي المجتمعي لعقلاء وأبناء وكوادر المحافظة ومثقفيها بمختلف الانتماءات الاجتماعية الذين ينشدون الأمن والاستقرار والتنمية حالمين بدولة النظام والقانون والعيش الكريم.