عصابات القلوب الضعيفة.. الهروب من الجبهات يفضح جُبن الإصلاح
رأي المشهد العربي
كأفراد عصابات منظمة تدرك جيداً من أين تؤكل الكتف لكن بقلوب ترتجف، يثبت حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، يوماً بعد يوم، حجم الانتهازية التي تسيطر على سياساته وأجنداته، في محاولة لتوسيع نفوذه وزيادة مصالحه وموارده.
يعمل عناصر "الإصلاح"، الملتحفون بغطاء الشرعية، على توسيع نفوذهم بأكبر قدر ممكن، يحاولون استغلال أي فرصة نحو الاستئثار بالسلطة، وإن كان ذلك على أكتاف الآخرين، وفي الوقت نفسه محاولة التربح سياسياً وعسكرياً ومالياً، لتطبيق أجنداتهم وتوسيع نفوذهم.
أحد هؤلاء هو حمود المخلافي الذي تعرِّفه الأبواق الإعلامية الموالية لـ"الإصلاح" بأنّه رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة تعز، والذي يعيد نفسه إلى المشهد من جديد، بحديثٍ هاتفي أجراه مع رئيس أركان حرب محور تعز عبدالعزيز المجيدي.
ظهور المخلافي في المشهد من جديد أعاد إلى الأذهان مواقف هذا الرجل المثير للجدل، فقبل ثلاث سنوات قال إنّهم بعدما يتمكّنون من تحرير مدينة تعز سيتحركون إلى تحرير إب، لكن لم يحدث شيء، لا هذا ولا ذاك، وظلّت المنطقتان كما كثيراً غيرها، تدفع الثمن باهظاً جرّاء عبث "الإصلاح".
المخلافي نفسه لم يحرِّر تعز ولم يتوجّه إلى إب، لكنّ القيادي الإخواني عرف الطريق جيداً إلى مدينة إسطنبول التركية، حيث يقيم من يُوصفون بـ"مطاريد الإخوان" من دول مختلفة، أولئك الذين تعيلهم دولتا تركيا وقطر، ولم يهرب الرجل وحسب بل رحل وفي جُعبته 300 مليون دولار، حسبما كشفت مصادر لـ"المشهد العربي".
هروب المخلافي من الميدان لا يمكن أن يكون مستغرباً، فقد سابقه في ذلك قادة بارزون في "الإخوان"، أرفع منه هو شخصياً، وفي مقدمتهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي تنكَّر في زي "زوجة سفير" وهرب من مواجهة الحوثيين قبل خمس سنوات، أثناء قيادته لفرقة عسكرية، كانت كفيلة بالقضاء على الحوثيين، لو توافرت الإرادة أو ربما الشجاعة.
تكشف وقائع ترك الجبهات جُبناً هائلاً يتسم به عناصر "الإصلاح"، فعلى الرغم من قدرة الحزب على اختراق الشرعية بقدر كبير وسيطرته على أغلب وحدات الجيش وضم أغلب عناصره إلى صفوفه تحت مسميات رسمية، لا سيّما في تعز، إلا أنّ كل ذلك لم يُلقِ في قلوب الإخوان حداً أدنى من الشجاعة لمواجهة الحوثيين، لكنّ سبباً آخر اتضح فيما بعد وهو أنّ طرفاً لا يمكن أن يعادي آخر، تجمعهما مصالح مشتركة وعلاقات تقارب مريبة، نتحدث عن الحوثيين والإخوان.