معاداة علنية للتحالف.. كيف يظل الإصلاح مهيمنا على الشرعية؟

الأحد 23 يونيو 2019 22:14:48
معاداة علنية للتحالف.. كيف يظل الإصلاح مهيمنا على الشرعية؟
ظل حزب الإصلاح محافظا على قدر من المراوغة بشأن علاقته بالتحالف العربي للحفاظ على مناصبه داخل الشرعية، لكن يبدو على أنه أدرك انكشافه أمام الجميع فقرر توجيه هجماته بشكل علني على التحالف بما يفترض أن يؤدي ذلك إلى إنهاء أدواه داخل الشرعية بعد أن وقف بشكل علني في صف المليشيات الحوثية.
ويتساءل العديد من المراقبين عن الأسباب التي تجعل الإصلاح مهيمنا على الشرعية في ظل بقائه مع المعسكر المعادي لها، في ظل انتمائه إلى محور قطر وتركيا وإيران؟؟ وكيف من الممكن أن تكون مهمته مواجهة المليشيات الإيرانية وفي الوقت ذاته يدافع عنها بل ويعادي من يواجهها؟؟ وكيف يكون التعامل مع قيادات الشرعية التي تسعى لإفشال التحالف؟؟.
التعامل مع الخطر الحوثي لا يبغي أن يكون من خلال مواجهة المليشيات الحوثية فقط، بل أن المواجهة والأصعب تكمن في استئصال الإصلاح من الشرعية، وأن ذلك يتطلب وجود كوادر مدربة على القيادة تستطيع أن تحل محلها وتتعامل مع فسادها الذي شرعتنه لخدمة مصالحها ولخدمة المشروع القطري الإيراني.
ومؤخرا شن رئيس الوزراء السابق والمحال للتحقيق في شبهات فساد هجوماً على التحالف، زاعما أن أهدافه تبدلت وتغيرت، في وقت يشن فيه الأذرع الإعلامية لحزب الإصلاح وقيادات بارزة في حكومة الشرعية هجوما على دولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعد ركن أساسي من أركان التحالف العربي مع المملكة العربية السعودية.
ولاحقاً عاد حزب الإصلاح، للعمل بمشروع شيطنة دول التحالف بقيادة السعودية، عبر افتعال ضجيج في الأزقة الخلفية بالاتكاء على تهويمات لا وجود لها في الواقع، تبعاً لحاجة حوثية ملحة، لجهة التخفف من تداعيات الهجمات الأخيرة، التي شنها الحوثيون على منشآت حيوية في السعودية.
وحمل تصعيد حزب الإصلاح، ضد دول التحالف، بالتوازي مع خسائر ميدانية لمليشيا الحوثي الإرهابية وتنظيم القاعدة، إشارات صريحة إلى رفض ملحوظ، من جانب ”الإخوان“ لأي تحرك عسكري من شأنه تقويض سيطرة الجماعتين على مناطق مهمة، وإلحاق هزائم فعلية بكليها. 
ولأن الوجود العسكري الإماراتي، ضمن قوات التحالف، في الساحل الغربي لليمن، يشكل الرافعة الصلبة لعملية استعادة الحديدة، من المعطف الإيراني، فقد ركز الإخوان خطتهم الطارئة لمنع خسارة الحوثي للحديدة، على شيطنة دولة الإمارات.
ويعمد إخوان اليمن، إلى خوض معارك جانبية مع دول في التحالف بقيادة السعودية، بمجرد أن يستشعروا تحركاً عملياً لجهة إلحاق هزيمة سياسية أو ميدانية بالحركة الحوثية، مع الإشارة إلى أن تجمع الإصلاح علق حملة شيطنة التحالف والإمارات تحديداً، فور تعليق عملية مدينة الحديدة، ومنح الحوثي ”هدنة ذهبية“ بضغط من وكلاء قطر في هرم الشرعية اليمنية.
ولم يتوقف دعم الإمارات لليمن عند حد المشاركة بقوات مع التحالف العربي، بل امتد إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني، فضلاً عن تبني إستراتيجية واضحة في مكافحة الإرهاب، بدت في غضون العمليات العسكرية المشتركة، ضد العناصر المتطرفة في حضرموت وأبين وشبوة جنوبي البلاد.
ومن جانبه قال المحلل السياسي نجيب غلاب، أن التدخلات القطرية في السمن لا تقل خطورة عن التدخلات الإيرانية وتتحرك كأفعى مهووسة بالفوضى لا تبحث عن مصلحة، كما أن دس أنفها ليس مرتبط بأمنها الوطني وإنما أحقاد بلا عناوين ومشاريع بلا فقه وانتقام بلا أسس وتعمل في لعبتها القذرة كخادم خبيث لإيران في بلادنا ومن يسير معها كمن يبيع نفسه للشيطان.
وأضاف أن تحالف اليمن مع السعودية والخليج من أهم مرتكزات الإستراتيجية الوطنية بأبعادها المختلفة وأي مقولات معادية تمثل تهديد للمصالح اليمنية في عمقها،قدر جغرافي ومصير مشترك وتكامل في مسار الأمن والسلام والتنمية، وأي قوة تعارض هذه الرؤية تعكس انتهازيتها وتريد اليمن جغرافيا لخدمة للأعداء.