أحمد مساعد.. عميل قطري تستفزه نجاحات الجنوب ويشعل الفتنة في شبوة
لم يكن البيان الذي أصدره القيادي الإخواني الموالي لقطر أحمد مساعد حسين، والذي انتقد فيه دعوات المجلس الانتقالي للاحتشاد السلمي غدا في مدينة عتق، سوى حلقة من ضمن مسلسل كراهيته للجنوب، إذ أنه وقف في مرات عديدة ضد النجاحات التي حققتها النخبة الشبوانية وقوات الحزام الأمني ضد الحوثيين واعتبرها تهديدا للأمن.
ويجد العميل القطري في اشتعال الأوضاع الأمنية في شبوة بفعل مليشيا الإصلاح ثغرة للدخول على خط الأزمة وتفجيرها والتضخيم منها لتحقيق مصالح الإصلاح الذي يستهدف في المقام الأول إرباك محافظات الجنوب، ولفت نظرها عن المعركة الأكبر والأهم والتي ترتبط بالضالع والذهاب باتجاه استعادة الدولة.
وقبل أيام وصل أحمد مساعد حسين إلى شبوة لكن اليومين الماضيين كثف فيهما من تحركاته داخل المحافظة عقب الاشتباكات الأخيرة بين قوات النخبة الشبوانية وألوية عسكرية موالية لعلي محسن الأحمر، والتقى بمحافظ شبوة محمد صالح عديو، وفي أعقاب ذلك اللقاء أصدر بياناً هاجم فيه دعوة المجلس الانتقالي لاحتشاد سلمي غدا في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، تأييدا لانتشار قوات النخبة.
بل أنه زاد على ذلك باعتباره كل من يدفع بالأمر أو بالكتابة أو بالتجمع لتأييد طرف ضد طرف مفتن ومعادي لأبناء شبوة واستقرارها وسيتحمل المسؤولية الشخصية والرسمية في حالة تجدد الاشتباكات، في الوقت الذي قامت فيه مليشيا الإصلاح باستهداف قوات النخبة التي تؤمن أنابيب النفط، لاستفزازها والدخول معها في معارك لا أهداف منها سوى إثارة القلائل والنعرات.
ولعل ما يبرهن على كراهية مساعد للجنوب أنه رفض خلال شهر مارس الماضي، العملية العسكرية التي أطلقتها قوات النخبة الشبوانية واستهدفت تطهير مديريتي مرخة ونصاب من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، ودعا إلى وقفها، لتحقيق مصالح الإخوان وقطر واللذان يتحالفان مع التنظيم الإرهابي.
وفي ذلك التوقيت أصدر حسين بياناً تحدّث فيه عن عملية الجبال البيضاء، قال فيه: "ما يجري في شبوة اليوم من تحركات عسكرية وتحشيد مسألة تبعث القلق والتوجس لدى كل محب لهذه المحافظة وأبنائها كون هذا التحركات تعد مؤشراً خطيراً لوقوع فتنة قادمة قد تزج بأهالي المحافظة إلى مستنقع الصراعات الدامية".
لم يكتفِ بانتقاد العملية، بل غرق أكثر في المستنقع الإرهابي بدفاعه عن العناصر المتطرفة التي تستهدفهم "الجبال البيضاء"، ووصف هذه العناصر الإرهابية بأنّهم إخوانهم، في تأكيد جديد عن العلاقة بين المليشيات الإخوانية والعناصر الإرهابية لا سيّما تنظيم القاعدة.
فيما تساءل نشطاء سياسيون في ذلك التوقيت عن أسباب وجود أحمد مساعد حسين في شبوة بعد أن بدأت شبوة تتلحف لحاف الأمن والأمان على يد أبنائها من أبطال النخبة الشبوانية، مشيرين إلى أنه يريد خلط الأوراق وحماية مصالح قطر والإخوان ليعيدوا شبوة إلى زمن الفوضى والاقتتال والفتن والانفلات الأمني .
وذهب البعض للتأكيد على أن أموال قطر تتحرك لإرباك المشهد وأن ما يحدث في عنق ليس بسبب استحداث نقطة عسكرية للنخبة أو بسبب إيقاف قواطر الحثيلي الممتلئة بالنفط بل أن المؤامرة أبعد من ذلك بكثير، لأن اذرع الإخوان المسلمين وحراس مصالح الأحمر يريدون إرباك المشهد الأمني الحازم الذي باتت شبوة في كنفه والذي صار مثالا يحتذى به .
وأوضحوا أن ما يحدث في الوقت الحالي هو انتقام من النخبة لما تقوم به من تصفية أوكار الإرهاب الذي لطالما ارتبطت قياداته بقيادات حزبية وعسكرية إخوانية ممن لهم مصالح شخصية في إبقاء شبوة خاضعة لهم عبر تفجير صراع داخلي بائس.