انشقاقات حزبية وكيانات منافسة.. أول فاتورة يسددها أردوغان بعد خسارة إسطنبول
في أولى المؤشرات على تفكك حزب العدلة والتنمية، وانتهاء زمن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب الهزيمة الكبرى مُرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، هي الأولى من نوعها للحزب الحاكم منذ عام 2002، في انتخابات إسطنبول أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، الذي تخطّى الأول بـ 806 ألف صوت.
يستعد كلا من أحمد داود أوغلو وعلي باباجان لتأسيس حزبين سياسيين منفصلين خلال الفترة القصيرة المقبلة. وما يؤكد ذلك أن المستائين من الهزيمة الثقيلة التي مُنِي بها حزب العدالة والتنمية يدفعون بقوة نحو تأسيس هذين الحزبين الجديدين في أقرب وقت ممكن.
وفي حديث له لقناة «فوكس» التلفزيونية قال الصحفي دنيز زيريك إن باباجان قد ضغط بالفعل على الزرّ من أجل الانطلاق نحو تأسيس الحزب الجديد، وأضاف إن الرئيس التركي السابق عبدالله جول يدعم بشدّة الاتجاه نحو تأسيس هذا الحزب، أو على حد قوله «سيتم تأسيس حزب سياسي جديد بزعامة علي باباجان ودعم خلفي من جول».
في الأشهر الثلاثة الماضية التي سبقت «انتخابات الإعادة»، سرت شائعات حول ما إذا كان الشقاق داخل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان سيقود إلى تشكُّل أحزاب جديدة على يد المنتمين للحركة أم لا. والآن، وإذ تُظهر النتائج هزيمة كبيرة لأردوغان، فإن هناك شائعات تسري بقوة، وتُرجّح أن عبد الله جول – الرئيس السابق والأب المؤسس لحزب العدالة والتنمية – سيُسرع خطى إطلاق حزب جديد بالتعاون مع علي باباجان، الذي شغل منصب وزير الاقتصاد في المراحل الأولى من حكم حزب العدالة والتنمية.
وتقول مصادر في أنقرة لموقع «أحوال تركية» إن الثنائي تشجّع بسبب الفجوة الكبيرة التي تظهر في نتائج الانتخابات، والتي لا تصب في صالح أردوغان، وإنهما بالفعل مشغولان بتشكيل ملامح الحزب الجديد والجدول الزمني لإطلاقه.
وعلم موقع «أحوال تركية» أن عبد الله جول سيبقى في الخلفية، كزعيم مؤسس للحزب الجديد، «رئيسا شرفيّا» بينما سيتولى على باباجان قيادة الحزب. والسؤال المطروح الآن هو متى سيتم الإعلان عن هذه المبادرة..؟ من المرجّح أن الرجلين «سيستشعران نبض» نواب حزب العدالة والتنمية الغاضبين، وسينظران بعد ذلك في الخيارات المتاحة لتشكيل مجموعة برلمانية، إذا قدم بعض النواب استقالاتهم من أحزابهم.
قال زيريك كذلك إن الحزب الجديد سيتم تأسيسه لا محالة، وأنه أُسنِد لعلي باباجان مهمة التحدث داخل الحزب الحاكم، وعلى حد قوله «كانت مسألة تأسيس الحزب الجديد هي القضية الأكثر حراكا في أنقرة، التي انشغلت هي الأخرى بمسألة جولة الإعادة في إسطنبول».
وفي السياق نفسه خرج النائب عن حزب العدالة والتنمية في منطقة مانيصا، ونائب الرئيس العام للحزب سلجوك أوزداغ، بتصريح له، بعد انتخابات 23 يونيو، ألمح فيه إلى عزم رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو تأسيس الحزب الجديد، وأضاف قائلا:«من الآن فصاعداً سنشهد لاعبين جدداً على الساحة السياسية. وأعتقد أنّ هذا الأمر يعدّ واحداً من أهم نتائج هذه الانتخابات».