شبوة.. نخوة ونخبة

عتق لفظة عربية تحمل صفات عدة من بينها عتق المال: بمعنى صلح وأصلحه، وعتق الشيء: بلغ نهايته ومداه، وعتق رقبة: فكها وإطلاق حريتها.
وها هي عتق عاصمة محافظة شبوة بحشودها اليوم تبلغ نهاية الفكاك من ربق حكم الوحدة بالموت وتنطلق إلى حضنها الأم والطبيعي الجنوب، وتتوق مع بقية أخواتها محافظات الجنوب، وليست المحافظات الجنوبية، إلى استعادة الدولة وفك الارتباط مع الخطيئة (وحدة حبني بالغصب)، رسالة شبوة اليوم والأمس تبعثها لمن عاد في رأسه حَب لم يُطحن: إن شعب الجنوب قد ضاق ذرعا وبلغت النفوس الحناجر من هكذا حال.

ليست شبوة ولا الجنوب بكل محافظاته من يفرض عليه خيارات لم يرتضها ومن يتعقد أن حكم القوة وسياسات الاحتلال والنهب وزراعة الفتن كفيلة ببقائه متسيدا فقد كذب و(من كذّب جرّب).
لمن لا يفهم ولا يريد أن يفهم ما يجري في الجنوب في معناه أولا وأخيرا يعني رفضا للبقاء في شوالة وحدة محشوة بالفئران والصراصير والبق. هذا ما يعبر عنه شعب الجنوب في شبوة وحضرموت وعدن وأبين ولحج والمهرة وسقطرى والضالع، وهذا ما يفصح عنه 99 % من أبناء الجنوب، ومن بقي مغردا خارج السرب فهذا رأيه وهو حر في تقديراته، لكن العبرة دوما في ما يجمع عليه الغالبية الساحقة..

الجنوب في الحرب والسلام طرف فاعل ورئيس، ومن يتجاهله أو يختزله في مكون أو بضعة مقاعد أو أحزاب شمالية المنشأ والمنحى فهو يبيع الوهم ويشرب السراب ويتدثر بريح الصرصر، كما كنا نسمعها صغارا.
لمن يريد إنقاذ ما يمكن إنقاذه فالعودة إلى الحق فضيلة بالعودة إلى ما قبل عام 90م، وهنا سيتم الحفاظ على الشمال وعلى الجنوب، وبغير هذا فلا سلامة ولا بقاء لا للشمال ولا للجنوب.

أعتقد أن الحرب قد كشفت عورة نظام دولة الوحدة الفاشلة تماما وبرهنت أن الشمال شمال والجنوب جنوب في كل شاردة وواردة، ومن يتعقد اختزال الجنوب بمنصب رئيس أو وزير فهو واهم، ومن يعتقد أن الجنوب يمكن اختزالها في فصيل مفصل على مقاسه فهو واهم، هناك حقيقة لقد فشل مشروع الوحدة السياسي تماما، وما الحروب والصراعات المتلاحقة منذ الوحدة إلا تأكيد على فشل هذا المشروع الكارثي، إذ لا تنفع معه الحلول الترقيعية فقد اتسع الخزق على الرّاقع لثوب مهترئ أو هو من خيوط العنكبوت.​