صناع الكراهية والأحقاد من هم ؟!

صدمني  بث شريط الفيديو المصاحب لمقابلة تلفزيونية أجرتها قناة الحدث كان أحد طرفاها زميلنا الاعلامي المخضرم منصور صالح على أن مادة الشريط تأكيدا لما جرى لمواطنيين شماليين في عدن فكانت الفضيحة بجلاجل التي لم تمر على زميلنا منصور لينبه على الهواء حقيقة محتوى المادة الإعلامية بكونها شهادة دامغة لماحصل لجنوبيين أصلا من قتل ومطاردات قام بها جنود الأمن المركزي الشمالي في عام 2011م ليضاف هذا إلى مادأبت عليه كسياسة ممنهجة القنوات الفضائية كسهيل . بلقيس . يمن شباب. المسيرة . وقبلها اليمن اليوم .وقناة الشرعية التابعة للشرعية يضاف إليهم عديد من المواقع الإلكترونية وخطباء الدين أخذوا في التحريض واستفزاز الشارع الجنوبي بشكل يومي ومستمر لسنين طوال عبر جملة من البرامج والمقابلات والمواد الموجهة من خلال استضافة بعض الازلام الشاذة قصدا في بث مشاعر الكراهية والبغضاء والاستهداف بخبث بدواعي الحفاظ على الوحدة ولجأت مع قنوات أخرى كالجزيرة مثلا عن طريق الركون إلى أناس لديهم مواقف معروفة مسبقة بل ومدفوعة الأجر للتحريض ضد الجنوب والجنوبيين بصورة مباشرة ولم تكتف بهذا بل إن بعضها بث مواد إعلامية معلبة وقديمة وتوظيفها توظيفا مغايرا للحقيقة على سبيل المثال بث المسيرة المغربية إلى الصحراء المغربية على أنها لجموع الهاربين الى الشمال من أحداث 86م. . بث مقاطع من حرب العراق على أنها جرت في عدن قبل الوحدة . عرض صورة لمواطن سعودي كان ضحية مشعوذ سعودي بعلامات كي بالنار على الرأس على أنها حصلت لمواطن شمالي هذه الأيام في عدن .

ناهيك عن ذلك المواطن (صاحب القارورة ) الذي فضح بعظمة لسانه هذه الفرية كونه ضحية طبخة قذرة للأمن القومي بثها تلفزيون صنعاء في عام 94م هذه أمثلة حية من سيل عرمرم من الشائعات والفبركات المجنونة بهدف تأليب الشارع الشمالي والتأثير عليه بمايخدم توجهاتها وأهدافها للاسف الشديد .

لن نستعرض هنا مجموع المواد والأشرطة والمقابلات التي وظفت توظيفا سيئا للغاية تعامل معها الشارع الجنوبي بالسخط والازدراء وفي ذات الوقت غابت الواقعية والخطاب الرشيد العقلاني تجاه شعب عانى من الظلم والقهر والاحتلال والغزو والنهب والطردوالقتل والتشريد وبدلا من أن يتجه الخطاب الإعلامي والسياسي الصادر من الجهات والقنوات الشمالية إلى ملامسة جوهر المعاناة وحقيقة المشكلة بكون الشعب في الشمال والجنوب كانا ضحية لمشروع سياسي فاشل دمر الإنسان أولا وبالتالي تدميركل القيم والمبادئ الإنسانية اصلا وبرزت إلى السطح نتائج فشل هذا المشروع السياسي الذي وصفه البردوني حكيم الزمان وفيلسوف العصر بالمؤامرة وهي كذلك بما أتت عليه من حروب ومصائب واحتقانات لا أول لها ولآاخر.

عموما مع ماتبقى من عقل نطالب أن يكف هؤلاء عن بث خطاب الكراهية والشحن وقلب الحقائق وتزوير الوعي المجتمعي تجاه الجنوبيين باعتبارهم الفئة المظلومة والمقهورة ومع هذا راح الخطاب السياسي الشمالي يصنفهم تارة بالكفرة وتارة بالدواعش وأخرى بالانفصاليين . والمرتزقة . وبكونهم من أصول صومالية وهندية وووو .

اختصارا الجنوب شعب ظلم وعانى قهرا واحتلالا باعتراف كبار قادة الشمال وغزوا ونهبا لم يشهد له تاريخ الارض الجنوبية مثيلا وبالتالي فالمظلوم والمقهور تعاظم شعوره بالقهر والظلم وتبعات الاحتلال والحرب عليه خلال سني الوحدة لهذا انفجر المارد وخرج من قمقمه وعلى هذه القنوات والأحزاب السياسية التي استمرت هذه التعبئة والتحريض وتجاهل وتمييع حقه في الحياة والحرية تقع المسؤولية كاملة اليوم وتتحمل تبعاتها وردود الأفعال المتشنجة والعفوية.