إرهاب الإصلاح في شبوة.. براقش التي تلقي نفسها إلى التهلكة
رأي المشهد العربي
"جنت على نفسها براقش"، يعرف ملايين العرب هذا المثل الشهير جيداً، يرونه في منطقتهم كثيراً، تُجسِّده الأطماع التوسعية والمصالح المتطرفة التي تنقلب على رأس أصحابها، وفي الحالة اليمنية لا مثيل لحزب الإصلاح.
سياسات الحزب الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية يمكن القول إنّها تزيد دائرة الغضب وتجعل من انتهائه مسألة وقت، ففي الوقت الذي تتزايد فيه مساعيه التوسعية وعمله على نهب الموارد من كل حدب وصوب يصطدم بغضب شعبي عارم، حتماً سيُجهِز عليه.
في مدينة عتق مركز محافظة شبوة، اندلعت مظاهرات حاشدة مناوئة للتدخل الإخواني في شؤون المحافظة ومحاولة نقل التوتر إليها بهدف تحقيق مآرب سياسية، وذلك على غرار الحشد الشعبي الهائل في محافظة أرخبيل سقطرى التي رفضت هي الأخرى الوصاية الإخوانية.
الغضب الشعبي الجارف جاء رداً على المحاولات الدؤوبة لقادة الإصلاح المحسوبين على الشرعية، للتدخل في شؤون المحافظة الغنية بالنفط والغاز ومحاولة إلحاقها عسكرياً بالمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب.
وفي الأيام الأخيرة، حاول عناصر "الإصلاح" افتعال خلافات مع قوات النخبة الشبوانية التي نجحت في تطهير مناطق شبوة من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.
اللجنة المنظمة للمظاهرات أصدرت بياناً قالت فيه: "التحرّكات الجماهيرية بعتق جاءت نتيجة للأحداث والتطورات التي حصلت في مركز محافظة شبوة والمحاولة الفاشلة لنقل صراعات الأجنحة المعادية لشبوة والجنوب عامة والمتنافسة على خيرات وثروات المحافظة والتي لم ترق لها حالة الاستقرار الأمني وعودة الأمور إلى طبيعتها بعد أن تم تحرير شبوة بفضل رجالها الأبطال.. ودعم إخواننا في التحالف العربي".
وأضاف البيان: "نحتشد في عتق استشعاراً منا بحجم المخاطر التي تهدد شبوة، وتتربص بأمنها واستقرارها للعودة بها إلى الفوضى والانفلات الذي عانت منه كثيرا، قبل تواجد وانتشار إخواننا وأبنائنا في قوات النخبة الشبوانية".
وتحدّث البيان عن إرهاب الإخوان بالقول: "نؤكد على رفضنا لكل ما يحاك ضد المحافظة من مخططات شيطانية لحزب الإصلاح الذي بدأ يكشف حقده الدفين وقبح مآربه بهدف استلاب قرارنا والتحكم بثرواتنا ومقدراتنا عن طريق الزج بنا في صراعات بينية من خلال أدواته المسخّرة لخدمة مخططاته الخبيثة وأطماعه الجشعة".
ودعا المتظاهرون، التحالف العربي بوضع حد لما دأبت عليه المنطقة العسكرية الثالثة من تصرفات وممارسات مسيسة بغية إضعاف وخلخلة الأوضاع الأمنية بمحافظة شبوة ما يجعلها مهددة لأن تسقط مرة أخرى في دوامة الفوضى والإرهاب.
على جبهة أخرى، فإنّ تحركات "الإصلاح" في سقطرى فضحت المؤامرة الخبيثة التي ينفِّذها الحزب في هذه الجزيرة الهادئة الآمنة، فذراع الجماعة الإرهابية يسعى جاهداً لنقل شرارة التوتر إليها وغرس بذور الفتنة فيها من خلال إشعال توترات وصدامات جانبية، تستهدف في المقام الأول محاولة السيطرة على عدد المناطق على غرار تلك الخطة الإخوانية المُطبَّقة في محافظة تعز.
إلا أنّ هذا الحلم الإخواني أصبح يتحوَّل إلى كابوس بفعل الوعي الشعبي الكبير الذي أجهض محاولات "الإصلاح" للسيطرة على موارد الجزيرة الهادئة.
حزب الإصلاح الذي تمكّن من اختراق الحكومة الشرعية وقوات الجيش، ضمَّ سقطرى إلى لائحة المناطق التي يريد السيطرة عليها نظراً لأهمية موقعها وثرائها بالموارد الطبيعية مثل حضرموت وشبوة وغيرها.
هذه السياسة الإخوانية غير مستغربة على الإطلاق، فالحزب الذي يعيث في مناطق عديدة ، إرهاباً وإفساداً يُطبِّق مثل هذه الآليات لتوسيع دوائر نفوذه، وجني أكبر قدر من الأرباح لا سيّما "المالية".
حزب الإصلاح كثّف عن طريق القوات التابعة له، وبالتواطؤ مع مسؤولين محلّيين، من تحرّكاته وتحرّشه بسقطرى مما أثار غضب شعبي عارم.
ما يجري على الأرض يكشف حجم المؤامرات التي يحملها حزب الإصلاح، والتي يسعى من خلالها إلى توسيع دائرة نفوذه وتحقيق مصالحه الضيقة ونهب الثروات التي لا حق له فيها.