الأحمر وجريفيث.. اعترافات الإرهاب التي غابت عن لقاء المبعوث والجنرال
الجمعة 28 يونيو 2019 00:05:18
اصطنع نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وجهاً غير الذي يعرفه الجميع، متقمصاً دور معاداة الحوثيين، ليُرسِّخ العقيدة التي لم تعد في حاجة إلى أن تترسّخ أكتر، وهي رقص حزب الإصلاح على كل الحبال.
"قدّمنا تنازلات للتخفيف من معاناة الشعب وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، نأمل لإعادة مسار عملية السلام، الحوثيون يواصلون التصعيد، المليشيات تنوي الاستمرار في الحرب".. تصريحاتٌ باع بها محسن الأحمر وهماً وكذباً أثناء لقائه مع المبعوث الأممي مارتن جريفيث في العاصمة السعودية الرياض.
اللقاء الذي استهدف طمأنة "الشرعية" على تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة ومحاولة إحياء فرص نجاح اتفاق السويد الذي أجضته المليشيات، شهد ترويجاً من محسن الأحمر بالعمل على إنهاء الحرب وتحقيق السلام ودعوته للتصدي للحوثيين.
تصريحات الأحمر أثارت سخرية سوداء، كشفت جانباً من كوميديا اليمن السوداء، ففي الوقت الذي يدعي فيه الوقوف أمام الحوثيين، فإنَّ الوقائع تشير إلى تورُّط هذا الجنرال الإخواني تحديداً ومن ورائه حزب الإصلاح (المُخترِق للشرعية) في جرائم خيانة مروّعة، أطالت أمد الحرب.
لم يتحدث الأحمر عن تحالف حزبه الإخواني مع المليشيات الحوثية، عن انسحاب قواته أمام الانقلابيين مع سنح لهم فرصة التمدُّد أكثر في عمق اليمن، عن هجوم إخوانه على التحالف العربي، عن صفقات التهريب إلى مناطق سيطرة الحوثيين التي يشرف عليها شخصياً، عن العناصر التي تم أسرها مؤخراً من قِبل القوات الجنوبية وتبيّن أنّهم منسوبون إلى قوات الجيش ويقاتلون في صفوف الحوثي.
لم يبح الأحمر عن هروب عناصره من الميادين بعدما سبقهم في الهروب الشهير قبل سنوات في زي حرم السفير، عن جرائم المحافظين الموالين لـ"الإصلاح" ورغبتهم في مصادرة الثروات، عن قواته التي افتعلت خلافات مع قوات النخبة الشبوانية التي نجحت في تطهير مناطق شبوة من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، عن عناصره التي حاولت زرع الفتنة والتوتر في جزيرة سقطرى، عن الرصاص الإخواني الذي يحلق في صدور معارضي الجماعة الإرهابية.
مفهومٌ ألا يتحدث الجنرال الإخواني الأحمر عن كل ذلك، ومفهومٌ كذلك أن تكون تصريحاته مع جريفيث على هذه الشاكلة المتراقصة، وهو ما يتسم به حزب الإصلاح، الذي يرقص على كل الحبال من أجل تحقيق مصالحه فقط دون أي اكتراث بمعاناة المدنيين.