تخوين عبد الملك واستهداف العاطفي.. صراح أجنحة الحوثي يبلغ المرحلة الأخطر

الجمعة 28 يونيو 2019 20:16:00
تخوين عبد الملك واستهداف العاطفي.. صراح أجنحة الحوثي يبلغ المرحلة الأخطر

يوماً بعد يوم، ينفرط عِقد السيطرة داخل المليشيات الانقلابية من قبض زعيمها عبد الملك الحوثي، في ظل تصاعد حدة صراع الأجنحة.

اليوم الجمعة، تمَّ الكشف عن بلوغ هذا الصراع مرحلة بالغة، حيث تعرَّض وزير الدفاع في حكومة المليشيات (غير المعترف بها) اللواء ركن محمد العاطفي لمحاولة اغتيال في صعدة، فيما لا يزال مصيره مجهولاً.

مزيدٌ من المعلومات كشفتها مصادر مطلعة، تحدَّثت لصحيفة عكاظ قائلةً إنَّ هناك صراع أجنحة بين قيادات المليشيات لما يسمى بجناح صنعاء ومشرفي صعدة، مؤكدةً أنّ مشرفي صعدة بقيادة عبدالله عيضة الرزامي وبدعم من عبدالكريم الحوثي وبتوجيه من عبدالملك الحوثي يسعون لفرض سيطرتهم الكاملة على كل مؤسسات الدولة وإقصاء جناح صنعاء الذي يتهمونه بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح وارتكاب قضايا فساد كبيرة والعمالة للشرعية.

وأضافت المصادر أنّ توجيهات عبدالملك الحوثي لأتباعه تقول "لا تثقوا بقيادات صنعاء وقبائلها عسكريين ومدنيين خونة فمن يجري وراء المال ويخون شرفه العسكري غداً سيحصل على المال يخوننا ويجب تصفيتهم قبل أن يتحولوا إلى خنجر".

ويحاول الحوثيون، بحسب المصادر، استدراج القيادات الكبيرة إلى الجبهات المشتعلة وبخاصةً صعدة والضالع بحجة رفع المعنويات المنهارة لمليشياتهم لكنه تتم تصفيتهم بنيران صديقة.

وأجرى وزير الدفاع الانقلابي محمد العاطفي زيارة قبل يومين إلى المديريات الشرقية لمحافظة صعدة لكنه تفاجأ بقصف لمقاتلات التحالف العربي على موكبه ما أدى إلى مقتل عدد من مرافقيه ونجاته بأعجوبة، وعند خروجه من الأطراف الشرقية لصعدة تعرض موكبه لإطلاق نار من نقاط حوثية وسط تضارب الأنباء عن مصيره، حيث تتحدث مصادر أنه مصاب فيما أخرى تقول إنه قتل، غير أن مقربين من عائلته تحدثوا عن نجاته.

اللواء العاطفي كان يشغل قائد ألوية الصواريخ قبل الانقلاب، والمتهم الرئيسي بتسليم الصواريخ التي تمتلكها اليمن للمليشيات عقب السيطرة على صنعاء وكافأته بتعيينه وزيراً للدفاع.

وجاءت المواجهات التي يخوضها مشرفو المليشيات القادمون من صعدة بعد أيام من إعلان رئيس ما يُسمى "المجلس السياسي" مهدي المشاط عن عزم زعيمه عبدالملك الحوثي تصفية المؤسسات اليمنية مما وصفهم بالفاسدين والعملاء.

وكثرت في الآونة الأخيرة الاشتباكات المسلحة التي تندلع بين الانقلابيين فيما بينهم والتي تسقط قتلى كثيرين، وتكشف حجم تصارع الأجنحة الذي يحكم هذا المعسكر الإرهابي.

وكانت محافظة إب قد شهدت مواجهات عنيفة فيما بين قوات حوثية، قُتل على إثرها قيادي بالمليشيات، وأصيب آخرون بجروح.

مصادر مطلعة ذكرت أنَّ المواجهات أسفرت عن مقتل القيادي الحوثي إسماعيل سفيان، المعين من قبل المليشيات وكيلًا لمحافظة إب، إلى جانب عدد من المصابين.

وبيّنت المصادر أنَّ المواجهات اندلعت بشكل مفاجئ قرب مبنى أمن المحافظة القديم، قبل أن تتوسّع إلى قسم شرطة الحافي وصولاً إلى شارع تعز بالمدينة.

يأتي هذا فيما أوضحت مصادر أخرى أنّ مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام إدارة أمن المحافظة بالقوة، وهو ما تسبب في اندلاع المواجهات المسلحة.

وبين حينٍ وآخر، تطفو على السطح خلافات داخل معسكر مليشيا الحوثي الانقلابية، أشبه ما يكون بصراع أجنحة، ينذر بانهيار المليشيات عن بكرة أبيها.

ففي مطلع يونيو الجاري، وبعد أيامٍ من نشر غسيل فساد مليشيا الحوثي، دخل الصراع بين الجناحين المتصارعين على النفوذ مرحلة جديدة بين رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، ورئيس ما تسمى اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، وذلك لخلافات على النفوذ.

وفي مسعى من زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي لاحتواء الصراع، وجّه بتعيين عمه عبد الكريم الحوثي، وهو صاحب السلطة الفعلية في صنعاء وزيراً للداخلية في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، بعد صراع طويل على النفوذ مع جناح مكتب قائد المليشيات الذي يمثله المشاط، والجناح الآخر للجنة الثورية.

وبناء على ذلك، انحصر الصراع مرحلياً بين جناحي المشاط ومحمد علي الحوثي، وخاصةً بعد تصعيد الأخير إلى عضوية المجلس السياسي الأعلى، الإطار الشكلي لحكم مناطق سيطرة الانقلابيين.

اعتُبرت هذه الخطوة، تمهيداً لإزاحة المشاط الذي يمثل واحداً من العساكر المطيعين لزعيم المليشيات، إلا أنه لا ينتمي لأسرة الحوثي، فقد خرج عضو المجلس السياسي سلطان السامعي، ليكشف عن جزء من فساد هذا الجناح، بإيراد تفاصيل ما يستحوذ عليه أحمد حامد (أبو محفوظ )، من أموال ونفوذ، من خلال موقعه كمدير لمكتب ما يسمى رئاسة الجمهورية، وهي الفضائح التي توقع الكثيرون أن تؤدي إلى إزاحة حامد من موقعه، أو تصفية السامعي، استناداً إلى سجل دموي حافل عرفت بهذه المليشيات منذ ظهورها.

وبينما يحتفظ زعيم المليشيات لنفسه بخيوط اللعبة كاملة، إلا أنَّ وجود ثلاثة أجنحة تتصارع على النفوذ والأموال، قد انعكس على مواقف الانقلابيين من استمرار الحرب والالتزام باتفاقات السلام، إذ أنّ المتحدث الرسمي باسم هذه المليشيات، ومعه مقرب من زعيمها، يمسكان بملف العلاقات الخارجية ومحادثات السلام.

كما يديران شبكة إعلامية تضم ثلاث محطات فضائية، ومحطات إذاعية محلية، ومواقع إخبارية، ومكاتب خدمات إعلامية، تحتكر حقوق البث من مناطق سيطرتهم، وتقدم الخدمات لعدد من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الإقليمية والدولية، وتدار من الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية.