عبوات الموت الدامي.. الألغام بين العدوان الحوثي والدعم الأممي

السبت 29 يونيو 2019 20:31:27
عبوات الموت الدامي.. "الألغام" بين العدوان الحوثي والدعم الأممي

مع توالي أيام الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ صيف 2014، لا يتوقّف الانقلابيون عن زرع الألغام التي تستهدف أخضر اليمن ويابسه.

تقارير عسكرية حديثة أفادت بأنَّه تمّ إتلاف نحو خمسة آلاف عبوة ولغم متنوعة كانت زرعتها مليشيا الحوثي في مناطق متفرقة من مدينة حرض ومزارع النسيم والخضراء والقرى المجاورة لها بمحافظة حجة.

هذا الإحصاء رفع إجمالي ما تم انتزاعه في هذه المنطقة إلى 37 ألف لغم في كل من مديريات ميدي وحرض وحيران وعبس وأجزاء من مستبأ.

يمثل ملف الألغام أحد أبشع صنوف الجرائم الإرهابية التي دأبت مليشيا الحوثي على ارتكابها منذ أن أشعلت الحرب في صيف 2014، وقد دفع الملايين أثماناً فادحة من جرّاء ذلك.

وقبل أيام، رصدت تقارير عسكرية انتزاع عشرات الألغام الفردية من مخلفات ما زرعته مليشيا الحوثي في مديرية باقم بمحافظة صعدة.

الانقلابيون استحدثوا ألغاماً فردية مغطاة بالبلاستيك المقوّى، حيث يصعب اكتشافها، وهو ما يتسبب بتأخير عمليات المسح الميداني للألغام التي تزرعها المليشيات الموالية لإيران.

وزرعت المليشيات الحوثية أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، بحسب تقارير محلية ودولية راح ضحيتها مئات الأشخاص أغلبهم من النساء والأطفال.

وكانت دراسة اقتصادية قد بيَّنت أنَّ الألغام الحوثية في سهل تهامة تسبَّبت في انخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38% خلال العام الماضي، وفقدان آلاف السكان مصادر عيشهم.

وأكّدت الدراسة التي أعدها باحثون دوليون بعنوان "تأثير الحرب على التنمية في اليمن"، أن عائدات المزارعين في منطقة تهامة انخفضت بنحو 42% عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي.

وأشارت إلى أنَّ تعرُّض المحاصيل والحقول للتفخيخ والهجوم المباشر من قِبل مليشيا الحوثي أجبر المزارعين على التخلي عن الأرض وتهجير العمال الزراعيين، كما تسبب نقص الوقود وزيادة تكلفة الإنتاج والنقل في انخفاض الإنتاج الزراعي في سهل تهامة بشكل كبير.

في سياق متصل، طالب السيناتور الديمقراطي بمجلس الشيوخ الأمريكي باتريك ليهي، وزارة الخارجية الأمريكية بزيادة الموازنة المخصصة لبرامج نزع الألغام في اليمن، مشدداً على ضرورة التصدي لكارثة زراعة الألغام الحوثية التي قتلت وجرحت آلاف اليمنيين.

وقال "ليهي" الذي قضى معظم حياته المهنية مهتماً بقضية إزالة الألغام بدءاً بحرب فيتنام ووصولاً إلى حرب الحوثيين، في بيانٍ أصدره قبل أيام، إنَّه يجب توقف زراعة المليشيات الحوثية للألغام، مشيراً إلى أنّ الجهات المختصة تمكّنت بمساعدة خبراء وبتمويل من المانحين من نزع ٣٠٠ ألف لغم، وأنّ العدد المتوقع لما تبقى منها هو ضعف الألغام المنزوعة.

وأضاف أنّ أطفال اليمن الذين يمثلون الجزء الأكبر من الضحايا لهم الحق في أن يحيوا بصورة طبيعية وفِي بيئة آمنة خالية من مخاطر الألغام، واصفاً الألغام بأنها سلاح دموي غير مشروع استخدامه ويهدف الحوثيون من خلاله إلى ترهيب وترويع المدنيين.

الأمم المتحدة كانت قد أثارت الجدل في هذا الملف تحديداً، عندما قامت قبل شهر من الآن، بتسليم 20 سيارة رباعية الدفع لمليشيا الحوثي، تحت يافطة دعم برنامج نزع الألغام.

وتسيطر مليشيا الحوثي، على برنامج مكافحة الألغام في صنعاء، وتستخدم إمكانياته البشرية والفنية لزراعة المزيد من حقول الألغام.

وأثارت هذه الخطوة التي أقدمت عليها الأمم المتحدة استياءً واسعاً، وقرأت بأنّها مساعدة أممية في زراعة المزيد من الألغام كونهم الجهة الوحيدة التي تزرع الألغام والمتفجّرات في البلاد.