مؤتمر لحج ومخطط استهداف الجنوب.. قبر الهزيمة الذي يحفره الإصلاح

الأحد 30 يونيو 2019 01:18:00
"مؤتمر لحج" ومخطط استهداف الجنوب.. قبر الهزيمة الذي يحفره "الإصلاح"

يمثل مؤتمر الائتلاف الوطني الذي دعا إليه محافظ لحج أحمد عبدالله تركي، محاولة من حزب الإصلاح لتعزيز نفوذه ضمن تحركاته التي تستهدف في المقام الأول النيل من الجنوب، وهي دائماً ما تبوء بفشلٍ ذريع في ظل اصطدامه بوعي جنوبي غير مسبوق.

تحت ضغط من حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية)، دعا تركي الأحزاب السياسية لعقد مؤتمر وطني تحت زعم بحث مشروع وطني لتحقيق نهضة خدمية وتنموية.

الكثير من علامات الاستفهام أثيرت حول هذه الدعوة، أولها أنّ هذه الدعوة تشرعن وتعزِّز من نفوذ حزب الإصلاح، الذي يملك قوة تنظيمية تُرك له المجال لتقويتها بما يسمح له بالسيطرة على دوائر صنع القرار وبالتالي ينفذ خطته الشيطانية لاستهداف الجنوب.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ هذا التحرك قيل إنّ الهدف منه خدمي وتنموي، وهذا يعني أنّه كان بالأولى الاعتماد على متخصصين حتى ولو كانوا مستقلين، لتحقيق تلك الرؤية التي تخدم الأهالي، بينما الزج بمسمى الأحزاب في هذه اللعبة فضح حقيقتها والمؤامرة التي يحيكها أطرافها.

في هذا السياق، كشفت مصادر جنوبية لـ"المشهد العربي" أسباب الإقدام على هذه الخطو، قائلةً إنّها تستهدف إيجاد موطئ قدم لأعداء المشروع الجنوبي الوطني، مؤكِّدةً أنَّ المحافظ حاول تقديم هذه الخطوة على أنّها مشروع وطني بصبغة جنوبية وذلك بإعلان نائبه عوض بن عوض الصلاحي رئيساً للمؤتمر في صورة تعكس سياسة ماكرة وأهداف خطيرة.

وأوضحت المصادر أنَّ تركي يحاول أن يبعد نفسه عن المشهد ليتحمل نائبه تبعات هذا المؤتمر الذي يضر الجنوب ومشروعه الوطني الذي دفع من أجله وما زال كلفه باهضة من الدماء منذ حرب صيف 1994.

وذكرت المصادر أنّ الوطنية الحقيقية تتمثّل في العمل من أجل الجنوب وشعبة خدمياً وتنموياً ومواصلة الجهود لاستعادة دولته وليس الوطنية بإعادة أحزاب وأخاص كانو أبرز أسباب معاناة الجنوبيين وما زالوا ينسجون الحيل للنيل ما إنجازاتهم بحيلة جديدة هي مؤتمر الائتلاف الوطني.

هذا المؤتمر يمثل حلقة من السلسلة الإخوانية التي تستهدف الجنوب في المقام الأول، وارتبطت هذه المؤامرة بالعديد من التحركات، ومن أبرزها ما يُسمّى الائتلاف الجنوبي الذي يقوم على شقين، أحدهما "ممول" ويؤدي هذا الدور رجل الأعمال أحمد العيسي المتهم بقضايا فساد، والآخر صاحب سيناريو هذا التحرك، وهو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي رسم المخطط من خلال ضم شخصيات موالية لجماعة الإخوان الإرهابية وقيادات من الشمال تتستر تحت غطاء الحكومة، مع تمثيل ضئيل للغاية من شخصيات الجنوب؛ في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على هذه التحركات.

ويعتبر "الأحمر" و"العيسي" من أبرز رجال المال في تنظيم الإخوان، وكانا يسيطران مالياً وعسكرياً على الحديدة، حيث كان الأحمر يوفر الحماية العسكرية لتاجر النفط الشهير (العيسي)، فيما كان الأحمر يمتلك قوات عسكرية يدين قادتها له بالولاء، وهي القوات التي لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين الذين احتلوا الحديدة دون أي مقاومة.

كل هذه التحركات تتماشى مع هجمات توجه إلى الجنوب عبر أطراف محسوب على الحكومة، وهي تحركات يمكن فهم أنّها تأتي رداً على النجاحات الهائلة التي حقّقها المجلس الانتقالي الجنوبي على الصعيدين السياسي والأمني.