إفشال الإمارات للمشروع القطري يبعث الذعر في نفوس الإخوان
الاثنين 1 يوليو 2019 02:40:00
تصاعد الهجوم الإخواني على أدوار دولة الإمارات العربية باليمن، وهو أمر له دلالاته السياسية والعسكرية أيضًا، إذ أنه يأتي في وقت تعاني دولة قطر من فشل مشروعها التي كانت تدعمه من خلال حزب الإصلاح من خلال اختراق أكبر قدر ممكن من المحافظات المحررة بما يشي بفشل التحالف العربي للتعامل معها، كما أنه يأتي بالتزامن مع هزائم إيران المتتالية في المنطقة.
ويرى مراقبون إن الأدوار الفاعلة لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة المخططات الإخوانية، سواء كان ذلك من خلال دعم محافظات الجنوب ضد مؤامرات الإصلاح، أو من خلال الإحراج الذي تسبب فيه للشرعية بعد أن تولت الجزء الأكبر من الجانب الإغاثي والخدمي للمواطنين، وانعكاس ذلك على شعبية القيادات الموجودة بالشرعية والموالية للإخوان، بث الذعر في نفوس الإخوان ما يدفعهم يلقون هجومهم الهمجي ضدها عبر أبواقهم التي طالما دافعت عن الإرهاب.
وتظل بصمة الإمارات حاضرة في كل انتصار تحقق على مليشيات الحوثيين والجماعات الإرهابية منذ ٢٠١٥م، ما يشير بأن المطالبون برحيل الإمارات يدركون أدائها الجاد والمتميز قياساً بجبهاتهم التي نخرها التواطؤ والفساد، وأن هذه المطالبة ليس لشيء سوى الحفاظ على ما تبقى من أجندة الدوحة وطهران وتعزيزها.
ويذهب البعض للتأكيد على أن الحملات الإعلامية الهادفة إلى تشويه الإمارات والتحالف والشرعية ككل تتم برعاية إقليمية لثلاثي الشر والمؤلف من إيران وتركيا وقطر، وأن انسياق إخوان اليمن على قطاع واسع خلف تلك الحملات يؤكد أنهم أدوات ويتم توظيفهم بحكم امتلاكهم آلة إعلامية للتأثير وتضليل الرأي العام المحلي.
ويبدو واضحا أن المال القطري هو من يحرك الخلايا المشبوهة عبر كتائب من الذباب الإلكتروني، التي تم توزيع أدوارها في القنوات الفضائية والإذاعات والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تأليب الرأي العام ضد الإمارات.
منذ خروج قطر من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، كرّس تنظيم الحمدين دوره في تنسيق المؤامرات ضد قطبي التحالف؛ الإمارات والسعودية، في دور مشبوه يكشف التحالف الوثيق مع الشيطان الإيراني.
ويرى مراقبون إن الهجمة الإعلامية الشرسة ضد دولة الإمارات انطلقت منذ يوم إعلانها المشاركة في التحالف العربي، وكانت تحاول حرف المسار والتقليل من دور "أولاد زايد"، وإعلاء الشأن القطري والذي فُضح موقفه المتذبذب وأهدافه المتقاربة مع المشروع التركي.
لعل دخول القوات الإماراتية على خط المواجهات البرية إلى جانب القوات اليمنية، شكّل منعطفاً مهماً أعطى الأخيرة أفضلية، ورجح كفتها في ميزان القوى على الأرض.
وحسب الباحث السياسي اليمني سيّاف الغرباني، فإن المؤكد والثابت، في اليمن، أن مليشيا الحوثي، خسرت المواجهات في جميع جبهات القتال، التي قادتها أو اشتركت فيها القوات الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، خصوصا تلك المعارك المهمة في مطار عدن وميناء المخا، وختاما بمطار الحديدة.
وأضاف الغرباني، بحسب ما نقلته بوابة "العين الإخبارية"، أن استقراء ما آلت إليه المواجهات في محور الساحل الغربي ومنطقة باب المندب الاستراتيجي، وقبلها في المحافظات الجنوبية، يمكن استنتاج بديهة أن الإمارات لعبت دوراً ريادياً، في قلب الطاولة عسكريا على رأس الحوثيين، وأيضا في تقويض وجودهم على الأرض.
وتخطى الدور الإماراتي العسكري في اليمن، مواجهة الحوثيين، إلى مواجهة التطرف والجماعات الإرهابية، وفي طليعتها تنظيم القاعدة الإرهابي، واشتركت القوات الإماراتية في عملية عسكرية نوعية ضد عناصر القاعدة في المكلا انتهت بطردهم خارج المدينة، وذلك بعد عامين من اجتياحها والسيطرة على أهم المدن في الساحل الشرقي لليمن.
كما دعمت ودرّبت قوات محلية ضاربة كالنخب والأحزمة الأمنية، وتمكنت هذه القوات جنوب اليمن من تنفيذ حملات خاطفة ونوعية ضد المتطرفين ودك أوكارها.
كما ساعدت جهود الإمارات المنظمة الأممية في إعادة المخزون للمحتاجين، وهي تتأهب خلال الأيام المقبلة إلى توزيع أولى كميات تلك المساعدات، وهو دور لا تؤديه دولة الإمارات في اليمن فقط بل لكافة الدول التي تمر بأزمات ومستجدات وتهديدات خطيرة، تتطلب من الجميع الاستعداد والتنبه لها.
ويعد العمل الإنساني الإماراتي، التزام ثابت ونهج راسخ في سياسة الدولة سواء عبر المساعدات العاجلة للمتأثرين بالأحداث والصراعات أو جراء الكوارث الطبيعية، أو من خلال المشاريع التنموية التي تأخذ زخماً متصاعداً في عشرات الدول لتمكين شعوبها من إحداث التغيير الإيجابي المطلوب.
وأوضحت أن تحقيق الإنسانية يأتي أيضا عبر الكثير من المبادرات التي تستهدف الارتقاء بالوضع الصحي والطبي للمحتاجين وتقديم الخدمات اللازمة، بالإضافة إلى التركيز على النازحين لتقديم المساعدات خاصة للفئات الضعيفة كالأطفال ومنها التعليم لمنع ضياع أجيال جراء ما تمر به أوطانهم من أزمات دفعتهم للنزوح، وكذلك النساء والكهول لتأمين متطلبات العيش الكريم وتقديم الرعاية اللازمة.