المعارك الوهمية.. سلاح الفاسدين داخل الشرعية للتغطية على جرائمهم

الاثنين 1 يوليو 2019 19:00:13
المعارك الوهمية.. سلاح الفاسدين داخل الشرعية للتغطية على جرائمهم

رأي المشهد العربي

يتصاعد الغضب الشعبي داخل المحافظات المحررة جراء تفشي فساد الشرعية في وقت يصر فيه عدد من قياداتها على الدخول في معارك سياسية وهمية بعيدة عن مهام أعمالهم التنفيذية، ودخولهم في صراعات شخصية بالإدارات التي يعملون فيها، بما يؤدي في النهاية إلى غض الطرف عن الأزمة الحقيقية والتي ترتبط بفشلهم وارتكابهم جرائم فساد من دون وجود أجهزة رقابية تتابع أو تدقق فيما يقدمون عليه.

يجد العديد من أذرع الشرعية تحديدا الموالين للإصلاح، في الهجوم على دولة الإمارات العربية المتحدة سبيلاً يخلصهم من المشكلات التي يقعون بها، إذ أن تصريحاتهم تلقى أصداء واسعة في وسائل الإعلام التي تمولها قطر والإخوان، وتكون مادة رائجة للنقاش، بل أن ذلك يحقق مكاسب إعلامية للمسؤول الذي يظل خافتا عن الأنظار بفعل فشله، ويجري تصويره في تلك الحالة على أنه شخص منتصر.

لا يتوقف العديد من الوزراء عن مهاجمة دول التحالف العربي وفي القلب منها دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبرزهم صالح الجبواني وزير النقل، وفهد سليم كفاين وزير الثروة السمكية وغيرهما ممن يجدون في الدخول بمعارك سياسية حلاً مناسبا للترويج إلى أنفسهم باعتبارهم أبطال وليسوا فاسدين أو قتله بعد أن تسبب إهمالهم في وفاة المئات بل الآلاف من المواطنين الذين يعانون تردي الخدمات الأساسية.

جزء من أهداف تلك المعارك له علاقة بالانتماءات السياسية لهؤلاء، إذ أنهم من المواليين لحزب الإصلاح الذي ينفذ أجندة قطرية تستهدف إفشال التحالف وتحميله مسؤولية أي فشل داخلي بالرغم من أن ذلك مسؤولية أساسية للشرعية، التي لديها من الصلاحيات ما يمكنها من التحكم في سير مجريات الأمور سواء بالسلب أو الإيجاب، وبالتالي فإن هذا النوع من المعارك يحقق نتائج إيجابية بالنسبة لـ"تنظيم الإخوان"، وكذلك مليشيا الحوثي الانقلابية التي تتشارك مع الإصلاح في تحالف الشر الساعي لإطالة أمد الصراع أطول فترة ممكنة.

وكذلك فإن الأمر له علاقة بالرغبة للاستمرار في المناصب أطول فترة ممكنة في ظل اختطاف الشرعية من جانب الإصلاح الذي يسيرها بفساده وفشله وبالتالي فإن مثل هذه المعارك تمثل أمرا هاما للتودد إلى القيادات العليا التي يأتي على رأسها القيادي الموالي للإخوان علي محسن الأحمر، الذي يغرق هو الآخر في الفساد ولن يسمح بوجود قيادات ناجحة أو مستقيمة في ظل وجوده.

وكان مرفق الطيران شاهداً على أبرز وقائع الفساد بعد أن تعرضت طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية إلى عطل فني اضطرها للهبوط بمطار القاهرة، في ظل تردي أوضاع خدمات الطيران بشكل عام من دون وجود أي محاسبة للوزيرالفاسد صالح الجبواني، الذي يتفرغ فقط للهجوم على التحالف العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويجد هجومه صدى واسعا لدى وسائل الإعلام الإخوانية التي تركز عليها وتتجاهل فساده الذي لا يتوقف.