استعدادا لجولة مراوغات جديدة.. مليشيا الحوثي تدفع بقواتها للحديدة

الثلاثاء 2 يوليو 2019 02:05:33
استعدادا لجولة مراوغات جديدة.. مليشيا الحوثي تدفع بقواتها للحديدة
ما إن بدأ المبعوث الأممي مارتن غريفيث سلسلة مشاوراته التمهيدية لبدء المفاوضات بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي حتى أقدمت العناصر الانقلابية على التصعيد العسكري وزيادة التواجد في المدينة المطلة على الساحل الغربي، وذلك استعدادا لجولات جديدة من المراوغات التي اعتادت عليها منذ توقيع اتفاق السويد منتصف ديسمبر الماضي.
وقالت مصادر عسكرية، أن المليشيات الحوثية، دفعت اليوم الاثنين، بتعزيزات عسكرية ضخمة صوب مدينة الحديدة، مشيرة إلى أن ذلك يأتي في إطار التصعيد العسكري الذي تقوم به المليشيات الحوثية، موضحة أن الاستعدادات شملت التعزيزات العسكرية والآليات والمعدات الثقيلة.

وأوضحت المصادر، أن المليشيا دفعت بعشرات الآليات والعربات العسكرية الثقيلة تتضمن الدبابات وعربات BMB والمدفعية الثقيلة، ومئات المقاتلين المدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مشيرة إلى أن هذا التطور يأتي في إطار التصعيد العسكري الخطير الذي تقدم عليه مليشيات الحوثي مؤخراً ، بعد تصدي القوات المشتركة لهجوم عنيف شنته مليشيات الحوثي على الأحياء الشرقية لمدينة الحديدة . 
وبدء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في وقت سابق اليوم الاثنين، جولة مكوكية جديدة افتتحها بزيارة روسيا لإنعاش الملف السياسي لحل الأزمة اليمنية. وكان مكتب البعثة الأممية قد أعلن اليوميين الماضيين، انه بعد انتهاء زيارة "غريفيث" لروسيا، سيتجه صوب الإمارات، وسلطنة عمان. 
وكان المبعوث اجتمع الأسبوع الماضي مع الحكومة اليمنية بعد "سحابة عتب" إزاء أدائه الذي وصمه رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، بالتجاوزات.
وأوضح المبعوث الأممي في بيان صحفي أنه "مصمم على التوصل إلى حل سياسي شامل للنزاع في اليمن، ويشجعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن على الانخراط معه"، وكان غريفيث استهل جولته الجديدة من المملكة العربية السعودية، وذلك بلقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين.
ويرى مراقبون أن تحرك غريفيث بشكل سريع  لتدشين برنامج رحلات مكوكية وأثارت ضجيج حولها يصب في اتجاه إلهاء الجميع عن تصعيد ميليشيات الحوثي عسكريا في الحديدة والذي يعد نسفا صارخا لاتفاق ستوكهولم، بعد أن استغلت قرار وقف إطلاق النار المزعوم، ومسرحيات الانسحاب من الموانئ  لمزيد من التحشيد والتجهيز استعدادا  لمعركة جديدة.
والأربعاء الماضي، أعلنت الرئاسة اليمنية استئناف التعاون الكامل مع جريفيث بعد قطعية استمرت نحو شهرين، وذلك بعد التزام الأمم المتحدة بالعمل بحيادية في ملف الحديدة.
ويأتي هذا بالتزامن مع ما أعلنت عنه مصادر خاصة وعاملة بميناء الحديدة عن وصول "شحنات غامضة" على متن بومات (قوارب نقل) وتحيطها المليشيات الحوثية بإجراءات تناول خاصة ومشددة بمعزل عن القنوات والإجراءات المعمولة والمتبعة.
وبحسب المعلومات، تصل بصورة متكررة حمولات على متن بومات إلى ميناء الحديدة دون علم أو إذن حركة الموانئ في الحديدة بدخولها.
ويتم استقبال البومات المذكورة من قبل الدائرة الضيقة من خاصة المسئولين القياديين والمشرفين الحوثيين، مانعين تدخل أو مشاركة أي من الإدارات المختصة أو الآليات المتبعة في الميناء للإشراف أو التفتيش.
ووفقاً للمصادر العاملة ذاتها، يتم إنزال ومناولة الحمولات من قبل الحوثيين في وقت متأخر من الليل لتربط برصيف رقم1، ويمنع جميع الموظفين والعاملين من الاقتراب منها حتى مغادرتها الرصيف والميناء.
وقالت مصادر عسكرية إن المليشيات الحوثية تكبدت خسائر فادحة عددا وعتادا جراء هجوما شنته ليل الأحد وفجر الاثنين داخل مدينة الحديدة ضمن تصعيد ممنهج لنسف اتفاق السويد، مشيرة إلى أن العشرات من عناصر المليشيات حاولت بهجوم انتحاري تجاوز خطوط التماس والتوغل في الأحياء السكنية المحررة بشارع الخمسين قبل أن تجد نفسها لقمة سائغة للمقاومة المشتركة.
ويعد هذا الهجوم الثالث من نوعه داخل مدينة الحديدة خلال ثلاثة أسابيع من قبل المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا الأمر الذي يؤكد مضيها في نقض إتفاق السويد .