من الاختطاف إلى عودة الجثة.. أطفالٌ يدفعون الثمن الأبشع للحرب الحوثية

الثلاثاء 2 يوليو 2019 23:05:01
من الاختطاف إلى عودة الجثة.. أطفالٌ يدفعون الثمن الأبشع للحرب الحوثية

"اختطافٌ، مصيرٌ مجهول، تجنيدٌ، ثم العودة جثة هامدة".. طريق يسير عليه آلاف الأطفال في اليمن، في ظل الجرائم الإرهابية العديدة التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية ضد الأطفال في اليمن.

أكثر من 20 ألف طفل زجَّت بهم مليشيا الحوثي الانقلابية في جبهات القتال، هم جزءٌ من تقارير إنسانية وإغاثية لتفضح جانباً مروِّعاً لم يعد في حاجة لأدلة تفضحه.

تعاني الأسر في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية معاناة لا يضاهيها معاناة في ظل إرغام أبنائهم على التجنيد، وذلك نسفاً لأي أعراف قانونية أو إنسانية تردع هذا النوع البشع من الجرائم.

هذه التحذيرات صدرت خصيصاً بعد أيام من ‏اختطاف الحوثيين أربعة أطفال من حارة الفقيه بمديرية مسور التابعة لمحافظة عمران، وأخذهم إلى جبهات القتال دون علم أسرهم.

والأطفال الأربعة هم بشار حافظ منصور جعيل ونسيم حميد جعيل وبشار حميد العثربي وبشار حسين جعيل.

مصادر مطلعة كشفت في هذا السياق، أنّ مشرفي مليشيا الحوثي مستمرون في استقطاب الأطفال في أغلب الحارات والأحياء الشعبية الفقيرة المكتظة بالسكان في مناطق سيطرتهم، واستغلال حاجتهم المادية والتغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال دون علم أسرهم.

وأضافت المصادر أنّ عشرات الأطفال والشباب يعودون أسبوعياً جثثاً هامدة إلى مستشفيات صنعاء بعد التغرير والزج بهم للقتال في صفوف المليشيات الحوثية في جبهات مختلفة.

في سياق متصل، اتهم تقريرٌ للأمم المتحدة مليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات ضد الأطفال في اليمن واستخدامهم في القتال والأعمال العسكرية.

وقال التقرير إنّ مليشيا الحوثي تقدم إغراءات بالمال والوعود برتب عسكرية مقابل تجنيد أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشرة أعوام، خلال السنوات الخمس ونصف الماضية.

وأفاد تقرير الأمين العام أنطونيو جوتيريش بأنَّ الأمم المتحدة تحقَّقت من تجنيد واستخدام 2257 طفلاً في سن العاشرة على أيدي الحوثيين، دفعت 25% منهم إلى الخطوط الأمامية كمقاتلين نشطين.

واستخدم الحوثيون، الأطفال لتشغيل نقاط التفتيش، والقيام بدوريات، وحراسة المنشآت العسكرية والحكومية، وجلب المياه والغذاء والمعدات لأطراف لمقاتليها.

وجاء في التقرير أنَّ الأمم المتحدة تحقَّقت من تجنيد واستخدام الحوثيين 16 فتاة تتراوح أعمارهن بين 14 و17 عامًا، كان دورهن الرئيسي هو تعبئة وتجنيد الفتيات الأخريات وتشجيع النساء والفتيات على إرسال أفراد أسرهن الذكور إلى ساحة المعركة ودعم المقاتلين بالمال.

كما شوهدت الفتيات يحملن الأسلحة والعصي مع شعار الحوثي، وفي حادثين منفصلين، دخلت الفتيات المدارس وشجعن الطالبات على دعم المقاتلين وأجبروهن على ترديد شعارات الحوثيين.

وأشار إلى أنَّ الوجود المتزايد للأطفال المرتبطين بالحوثيين كان واضحاً في جميع المحافظات، حيث يقومون بتشغيل نقاط التفتيش والسفر في شاحنات عسكرية.