عسكرة الحديدة.. انقلاب حوثي جديد على اتفاق السويد
في الوقت الذي يجري فيه مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث جولات متعددة لإنقاذ اتفاق السويد المتعثر، تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية العمل على تفخيخ هذا المسار السياسي.
تقارير عسكرية كشفت اليوم الأربعاء، أنّ مليشيا الحوثي كثفت من استحداث المتارس في المباني السكنية داخل مدينة الحديدة، وذلك عقب فشل ثلاث هجمات واسعة شنّتها في محاولة لتجاوز خطوط التماس.
مصادر عسكرية قالت إنَّ عناصر المليشيات استحدثت متارس في مبانٍ سكنية بالقرب من خطوط التماس في شارع الخمسين، في خطوة تُعقِّد من الوضع في محافظة الحديدة، وتشير إلى مخاطر أكبر تُخيِّم حول الوضع الإنساني هناك في المرحلة المقبلة.
مصادر عسكرية أبانت أنّ استحداث الحوثيين للمتارس بهذه الوتيرة العالية تُشكِّل تصعيداً غير مسبوق من قبل المليشيات الموالية لإيران، تجاوز مجرد إطلاق النار والقذائف ومحاولات التسلل إلى هجمات واسعة ومحاولة التقدم والسيطرة على أحياء محررة.
وقالت مصادر ميدانية لفضائية "العربية" إنَّ المليشيات الحوثية من داخل الأحياء السكنية غارات كثيفة على المناطق والأحياء المحررة بمدينة الحديدة، في تصعيدٍ غير مسبوق، مع استمرار خروقاتها للهدنة الأممية ورفض تنفيذ اتفاق السويد.
ميدانياً كذلك، شوهدت مجاميع حوثية في خطوط التماس الرئيسية وداخل الأحياء السكنية المواجهة للخطوط والمناطق المحررة.
وكان المبعوث الأممي مارتن جريفيث قد صرّح أمام مجلس الأمن، في منتصف مايو الماضي، بأنّ خطة إعادة الانتشار بالحديدة يجب أن يتبعها خطوات أخرى.
وقال جريفيث إنّ "الشرعية" وافقت على إعادة الانتشار في الحديدة، مشيراً إلى أنّ دور الأمم المتحدة هو إنهاء الصراع وضمان سلام مستدام لليمن.
ولفت إلى أنّ هناك خطوات ملموسة لتنفيذ اتفاق السويد، كما أشار إلى أن تضمين المرأة في مباحثات السلام له آثار إيجابية.
وآنذاك، صرّح منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، بأنّ عشرة ملايين شخص مازالوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وقال لوكوك إنّ الحرب في اليمن تؤثر على المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أنّ العملية الإنسانية في اليمن هي الأكبر في العالم.
وأضاف: "أعدنا تشغيل أكثر من 80% من شبكة المياه في اليمن"، موجهاً الشكر إلى السعودية والإمارات على المساعدات الإنسانية في اليمن، مضيفاً أنّ مِنحَهما لعبت دوراً محورياً لتأمين المساعدات الإنسانية في اليمن.