هجمات بلا حساب.. عن العقاب الذي آمنته المليشيات
"من آمن العقاب، لا يكتفي فقط بإساءة الأدب بل يصل به الأمر إلى ارتكاب كل صنوف القتل والإرهاب".. يحدث هذا في اليمن، فمليشيا الحوثي الانقلابية اعترفت بشن 21 هجوماً بالطائرات المسيرة على السعودية، استهدفت عشرة منها مطار أبها، وسبعة على مطار جيزان، وثلاثة على مطار نجران، وعملية على خميس مشيط.
الإعلان الحوثي الذي لاقى ترويجاً كبيراً من قبل إعلان المليشيات ومعه إعلام "الإصلاح" يثير العديد من التساؤلات، لعل أبرزها هو كيف وصل الحال بالانقلابيين أن يرتكبوا كل هذه الجرائم دون وازع من عقاب أو مساءلة.
في الساعات الماضية، روجَّت وسائل إعلام ناطقة بلسان الحوثيين أنباءً عن أنّ المليشيات شنَّت خلال الشهرين الماضيين 21 هجوماً بالطائرات المسيرة، استهدفت عشرة منها مطار أبها، وسبعة على مطار جيزان، وثلاثة على مطار نجران، وعملية على خميس مشيط.
المليشيات الحوثية منحت نفسها مبرراً لشن هذه الهجمات زاعمةً أنَّها استهدفت أهداف عسكرية، إلا أنّها مواقع مدنية غارت عليها المليشيات وأسقطت ضحايا مدنيين.
اكتمل الجزء الثاني من العرض، ممثلاً فيما فعله إعلام "الإصلاح" على وجه التحديد، فقد روَّج الحزب وأبواقه ما أعلنه الحوثيون فيما يُشبه مظهر الاحتفاء، كما رصد "المشهد العربي" تعليقات نشطاء إخوان على مواقع التواصل الاجتماعي يمارسون "الاحتفاء" نفسه.
المليشيات لم تكتفِ بالهجمات التي شنّتها في الأسابيع الماضية، بل توعَّدت بمزيدٍ من الغارات في المرحلة المقبلة، ما يكشف عن وجه إرهابي لم يكن في حاجة لما يكشفه، ولم يكن الحوثيون يفعلوا كل هذا إلا بعدما أيقنوا أنّ أحداً لن يعاقبهم.
الإرهاب الحوثي الذي فاق كل الحدود، لم يكن ليكون من دون صمت أممي، ترك المجال مفتوحاً أمام المليشيات لتواصل العبث وممارسة أبشع صنوف الإرهاب.
الأمم المتحدة التزمت صمتاً مروعاً أمام ستة آلاف خرق حوثي، أدَّى إلى إجهاض اتفاق السويد وخروجه عن مساره، كما صمّت آذانها عن استهدافات مباشرة طالت رئيس فريق المراقبة الأممي الجنرال مايكل لوليسجارد، لكنّها اكتفت ببيانات إدانة على مضض للجرائم الحوثية التي استهدفت المطارات السعودية بشكل خاص ومكثف طوال الفترة الأخيرة.
الصمت الأممي المروع وعدم التعاطي مع الحوثيين بشكل رادع منح المليشيات الحوثية فرصة سانحةً نحو التصعيد، واستهداف المدنيين بشكل أكبر.
وتواجه الأمم المتحدة، الكثيرَ من الانتقادات بشأن الصمت على الخروقات التي ترتكبها المليشيات الحوثية منذ توقيع اتفاق السويد، وقاد ذلك إلى أن وصلت على ما يبدو العلاقات بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والمبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى طريق مسدود.