جهود الأمن والإغاثة.. إنسانية الإمارات التي أثارت غضب الإصلاح
يوماً بعد يوم، تُرسّخ دولة الإمارات العربية المتحدة مفهوماً جديداً في الأعمال الإغاثية على الصعيدين العسكري والإنساني، ضاربةً مثلاً أعلى في هذا النهج المستمر باليمن.
ففي الوقت الذي تقدّم فيه أبو ظبي جهوداً عسكرية ضمن صفوف التحالف العربي لاستئصال سرطان الإرهاب الحوثي، فإنَّها تعمل في الوقت نفسه على إغاثة المدنيين لمواجهة الأزمة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الانقلابية.
اللافت أنَّه في ظل هذه الجهود الكبيرة التي تقوم بها أبو ظبي على الصعيدين العسكري (في مكافحة الحوثيين) والإنساني (لدعم ملايين المواطنين) يُقابل بهجمات مدبرة، يقوم بها حزب الإصلاح، الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، تستهدف النيل من التحالف بشكل عام، والإمارات على وجه التحديد.
"المشهد العربي" رصد حملات إعلامية ممنهجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى قنوات موالية للإخوان تروِّج للأكاذيب عن التحالف وتحديداً الإمارات، وهي ليست بالجديدة لكنّ الملاحظ أنَّ وتيرتها زادت في الفترة الأخيرة على وقع الخناق الذي يضيق يوماً بعد يوم على "الإخوان" في المنطقة برمتها.
ولا يقوم حزب الإصلاح بهذه المؤامرة - التي وُصفت على نطاق واسع بأنّها شيطانية - منفرداً، بل دخل معسكر أهل الشر المتمثّل في تركيا وقطر وإيران لتمويل وتدبير ورسم سيناريوهات ما يجري، وهو ما يفضح تحالفاً بين الدول الثلاث والحوثيين والإصلاح، فاحت رائحته بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
تقارير إماراتية عدَّدت الجهود التي قامت بها أبو ظبي - ممثلة في ذراع الإنساني الهلال الأحمر - في المحافظات المحرّرة، وذلك من خلال مشروعات تنموية وخدمية، تهدف في المقام الأول إلى التخفيف من معاناة المواطنين وتطبيع الحياة.
خلال شهر يونيو الجاري، تنوَّعت الجهود الإماراتية بين افتتاح مشروعات مياه، وإعادة تأهيل مستشفيات مختلفة، ودعم قطاع الصيادين، بالإضافة إلى قطاع الصحة بالأدوية والمساعدات، وإقامة أعراس جماعية، وتوزيع آلاف السلل الغذائية على مناطق متفرقة من البلاد، بالإضافة إلى المساهمة في التخفيف من آثار السيول التي هطلت مطلع يونيو على عدن ولحج وأبين وتعز.
ممثل الهلال الأحمر الإماراتي سعيد الكعبي صرَّح بأنّه تم تنفيذ ما يزيد عن 14 مشروعاً صحياً جديداً في المناطق والمديريات المحررة في الساحل الغربي، ضمن مسيرة تطبيع الأوضاع المعيشية وتنمية وتحسين الخدمات الصحية، والتي بات المواطن اليمني في الساحل الغربي يلمسها واقعاً معاشاً ويستفيد من هذه الخدمات.
ونقلت وسائل إعلام إماراتية عن الكعبي قوله إنّ المشروعات تنوَّعت بين إنشاء وإعادة تأهيل وتجهيز منشآت صحية، وبين تقديم معدات وأجهزة ومستلزمات طبية وأطنان من الأدوية استفاد منها 17 ألف نسمة.
كما واصلت العيادات الطبية المتنقلة التابعة لهيئة الهلال الأحمر زياراتها الميدانية إلى مختلف قرى ومناطق مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة، وعالجت أكثر من 28 ألف حالة مرضية.
في الوقت نفسه، نال قطاع المياه اهتماماً كبيراً من قبل دولة الإمارات، وذلك بهدف التخفيف عن معاناة المواطنين اليمنيين لاسيما في المناطق النائية.
ودشّنت الإمارات في مدينة المخا، مشروعاً لتعزيز القدرة الإنتاجية للمياه يخدم أكثر من 30 ألف نسمة من سكان المدينة والمناطق المجاورة لها. وتمثل المشروع في حفر بئرين ارتوازيتين وتزويدهما بمولد كهربائي قوة 84 كيلو وات وغطاسين، وإنشاء غرفتين للبئرين وغرفة للمولد الكهربائي ومد شبكة وأعمدة كهرباء بطول 350 متراً وربطها بالشبكة الرئيسية، إضافة إلى مد شبكة المياه من البئرين إلى الشبكة الرئيسية بمسافة 300 متر.