الجنوب يقود موجة ثورية جديدة لإسقاط ما تبقى من الإخوان

الجمعة 5 يوليو 2019 19:00:00
الجنوب يقود موجة ثورية جديدة لإسقاط ما تبقى من الإخوان
رأي المشهد العربي 
كشفت المظاهرات الحاشدة التي جابت شوارع سقطرى، أمس الخميس، وجددت رفضها الوجود الإخواني بالجزيرة، وذلك للمرة الرابعة خلال أسبوعين، عن أن هناك موجة ثورية جديدة يقودها أهالي الجنوب لإسقاط ما تبقى من تنظيم الإخوان والذي لفظه المواطنين من قبل في بلدان عربية عدة، ويبدو أن الوقت قد حان لإنهاء هذا الإرهاب من خلال محافظات الجنوب التي تعي جيدا خطورة هذا التنظيم.
يستكمل أبناء سقطرى وشبوة وعدن ما بدأه الشعب المصري والسوداني والليبي والتونسي، إذ أن الخروج بشكل مكثف ومنظم ومتتالي يعبر عن جوهر الرغبة الصادقة في إزاحة التنظيم بشكل كلي وعدم السماح له بالاستمرار في المزيد من مخططاته التآمرية، وتلقين ذراعه السياسي ممثلاً في حزب الإصلاح درسًا جديدا لن ينساه مثلما الوضع بالنسبة للحرية والعدالة في مصر والمؤتمر الوطني بالجزائر وحركة النهضة في تونس ونهاية بإخوان ليبيا ومليشياتهم الإرهابية.
التحرك الشعبي يعد الحل الأكثر فعالية مع تنظيم مثل الإخوان، لأنه دائم الارتكان على الشارع باعتبار أنه يستمد شرعيته منه، ويأخذ من حديثه المتكرر بتمثيله للشارع ساترا يستخدم من ورائه السلاح ويرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين العزًل، وبالتالي فإن خروج الشارع بكثافة ضد جرائمه يبدد ذلك المخطط ويجعله ينكشف بشكل أكبر أمام المواطنين، لأنه يلجأ إلى استخدام السلاح بشكل مكثف لفرض قوته، لكنه دائما ما يخسر المعركة.
أهالي الجنوب تعلموا الدروس الماضية التي شهدت سقوطا مدويا لتنظيم الإخوان، فرهانهم الأول والأخير على السلمية، وهدفهم الأساسي طرد التنظيم والقيادات التنفيذية التي تدعمه، ولكن في المقابل فإن معركتهم العسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية لا تتوقف في الضالع، وكذلك فإن أي تهديد عسكري من قبل الإصلاح سيواجه برد أقوى منه.
مظاهرات سقطرى ضد الإخوان لن تتوقف وستستمر حتى إنهاء وجود الإخوان واستئصاله بشكل كلي من الجزيرة الهادئة، ولعل ما يدعم ذلك أن رهان الإخوان والمحافظ رمزي محروس التابع لهم على التأييد الشعبي قد فشل بعد أن عرفوا قدرهم جيدا في المحافظة الأحد الماضي التي يمكن وصفها بالوهمية بعد أن لجئوا للاستعانة بقوات الجيش للتأكيد على حضورهم.
وفي المقابل فإن مظاهرات سقطرى دعمت في الجانب المقابل شرعية المجلس الانتقالي الذي يسعى لتوحيد راية الجنوب، واستعادة الدولة، باعتباره ممثلا للإدارة الجنوبية، إذ أكدت سقطرى مجددا التفافها حول تطلعات شعب الجنوب باستعادة السيادة وبناء دولته وأعطت دروساً لمليشيات الإصلاح بأن عبثهم وتأمرهم سينتهي حتما.
وكان المجلس الانتقالي قد أعلن، أمس الخميس، وفقا لخيارات الشعب للعالم، بأن محافظة سقطرى منكوبة نتيجة للسياسات الكارثية التي تنتهجها سلطة محروس المختطفة من قبل حزب الإصلاح، ووجه رسالة مهمة لكل أبناء المحافظة وللرأي العام بشأن الأحداث الحالية، مؤكدا على التمسك بمطالب الشعب في أكثر من حشد جماهيري.
ودعا المجلس كافة أبناء المحافظة إلى الخروج بمظاهرات حاشدة و مستمرة ضد سياسات تعطيل التنمية التي تنتهجها السلطة ، مشددا على دعمه هذه المظاهرات و حمايتها، كما أكد على السعي المستمر إلى إقالة المحافظ محروس من قيادة المحافظة، ومرشد الإخوان فهد كفاين وزيرة الثروة السمكية، باعتباره رأس الفتنة في تأجيج الصراع القائم في سقطرى.