7/ 7 اليوم الاسود في ذاكرة الجنوبيين

7 يوليو 1994م انه اليوم الأسود في الذاكرة الوطنية الجنوبية (في حياة كل جنوبي) انه ذكرى اجتياح الجنوب بالحرب الظالمة التي شنت عليه واستمرت 73 يوماً عاش فيها أبناء الجنوب تحت نيران المدافع والطائرات التابعة لنظام صنعاء (الجمهورية العربية اليمنية) حربا قذرة استخدمت فيها كل الوسائل والاساليب الوحشية والفتاوى الدينية التضليلية للتحريض على قتل ابناء الجنوب ، جندوا لها كل قوى الارهاب ، حربا عبثت شعواء على الجنوب ارضاً وانساناً، لم تسلم من تلك الحرب دور العبادة ومحطات الكهرباء والمياه والمستشفيات .
الأمر الذي دفع بمجلس الأمن الدولي بان يصدر قرارين 924 و931 في مرحلة الحرب ، يدعو فيها لوقف النار وعودة الطرفين إلى طاولة التفاوض، وبينما بدأ نظام الجنوب تفهماً لهذه القرارات ظهر نظام صنعاء رافضاً لها، وتم اجتياح الجنوب وقتل وجرح وشرد فيها عشرات الآلاف من أبناء الجنوب.
لم تنتهي الحرب عند هذا التاريخ بل كان يوم 7 يوليو المشؤم هو بداية دخول الجنوب اسواء مرحلة في تاريخه المعاصر ، توالت فيه اعمال الانتهاكات والتعسف والسجون التي طالت الجنوبيين في مكان ، أحس الجميع بالضيم والحرمان من حقوقهم المدنية والسياسية، وتم العامل مع الجنوب بطريقة الاحتلال باعترافاتهم الرسمية.
هذه الحرب كانت قد اسقطت مشروعية الوحدة وفكت الارتباط بين الشمال والجنوب في الواقع وفي النفوس بعد اغتصاب الجنوب بقوة السلاح . 
تم تشريد القيادات الجنوبية وحكم عليها بالإعدام ، واعتبر يوم 7 يوليو هو يوم عيد وطني ظل نظام صنعاء يحتفل به كل عام بوصفه العيد الرسمي للوحدة- المعمدة بالدم- فالوحدة لا تقوم على منطق سفك الدماء والقوة العسكرية والاغتصاب الا في منهج الغزوات فقط .
نعم لم ولن ننسى تهجير وطرد عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين الجنوبيين من أعمالهم . وطمس تاريخهم الثقافي والسياسي والاستيلاء على الأراضي والثروات وأملاك دولتهم الجنوبية ، عاش ابناء الجنوب معاناة القهر السياسي والاجتماعي بسبب تلك الإجراءات والممارسات الوحشية القذرة التي مورست ضدهم ، إذ تم تحويل الجنوب أرضا وإنسانا وثروة إلى غنيمة وفيد حرب لصالح الشمال وامراء الحرب .