بعد مرور 25 عاما.. الجنوب لن يسمح بتكرار يوليو الأسود
تترك أحداث 7 يوليو ذكرى أليمة في نفوس أهل الجنوب وتوابع حروبها مستمرة حتى الآن، إنها ذكرى دنست فيها منجزرات المحتل كرامة التاريخ، واستخدمت قوى الاحتلال في غزوها كل الوسائل والأساليب الوحشية والفتاوى الدينية التضليلية للتحريض على قتل أبناء الجنوب، وهي ذكرى سوداء في ذاكرة كل الجنوبيين الذين عاشوا تحت نيران المدافع والطائرات التابعة لنظام صنعاء.
لكن بعد مرور 25 عاما على تلك الجرائم أضحى للجنوب قوة عسكرية وسياسية قوية تدافع عنه في وجه المحتل الذي يجسده حزب الإصلاح بمحاولاته الفاشل للعودة مرة أخرى، وكذلك للمليشيات الحوثية التي تفشل حتى الآن في أن تضع لها موطأ قدم بالمحافظات الجنوبية، وتتلقى يوميا الخسارة تلو الأخرى في الضالع، ما يشي بأن الجنوب لن يسمح بتكرار "يوليو الأسود" مرة أخرى.
وبالنظر إلى الأوضاع الحالية فإن الجنوب أصبح أكثر وعيَا من ذي قبل، وأدرك جيًدا أن قوته العسكرية والسياسية هي مفتاح استعادة دولته وبالفعل نجح المجلس الانتقالي الذي تأسس في العام 2017 أن يطهر الجنوب من فلول الإرهاب واستخدم أدواته الدبلوماسية والسياسية لتوعية المواطنين بقضيتهم من جانب، وإعادة القضية الجنوبية على طاولة السياسية الدولية من جانب آخر.
يواجه الجنوب في الوقت الحالي مخاطر عدة نتيجة العدوان الحوثي على الضالع، وجرائم الإصلاح التي تستهدف الانزلاق نحو الفوضى الأمنية في محافظات عدة على رأسها أرخبيل سقطرى وشبوة والعاصمة عدن، لكن قوة الجنوب وصموده شعبيا وعسكريا وسياسيًا يعطي رسائل عدة لأي محتل تسول له نفسه أن يعيد أوضاع "يوليو السوداء" في العام 1994.
ومن جانبه قال اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في كلمته التي ألقاها اليوم، تزامنا مع الذكرى الـ 25 لاحتلال الجنوب، إن ما حدث في السابع من يوليو ليس ماضياً طوته أيادي الزمان، ولكنه حاضر يُراد بقاؤه، ومستقبل يُراد امتداده، لكي يعيدوا إنتاج 7 يوليو بصيغة جديدة مخادعة، ولكن هيهات، مضيفا "لقد طوى شعبنا سجل الاحتلال الهمجي ولم تبق منه سوى صفحات معدودة، يجري العمل على طيها، لنبدأ عهداً جديداً عنوانه المستقبل المدني الضامن للاستقرار والتنمية الإنسانية الحقيقية".
وشدد على أنه "مازال شعبنا يقاوم كل محاولات ثنيه عن هدفه الرئيسي أو حرف مسار حركته التحررية، وها نحن أيها الابطال الآن وبعد تضحيات جسام نقف على أعتاب مرحلة جديدة، عنوانها الأساسي هو الثبات على الأرض والتمكين، فما تحقق منذ عامي2015 و2016 يعتبر اختزالاً ثورياً لمراحل ما كان يمكن تحقيقه لولا الثبات على الموقف والتلاحم وتماسك النسيج الاجتماعي، والدعم والإسناد الذي قدمه ومازال يقدمه الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، فنحن وهم درب واحد وهدف واحد ومصير مشترك من أجل أمن واستقرار المنطقة والعالم".
واستكمل: "إننا نقف اليوم وبعد 25 عاماً على ذلك اليوم الأسود، لنقرأ المشهد كاملاً، لنرى كيف تهاوى مشروع العصابات باسم الوحدة، وكيف أصبحت الآن مشتتة مشرذمة لم تعد تقوى على أن تستر عورة أجنداتها بورق التوت، إن من يفتعلون المشاكل لشعبنا الأبي الثابت على أرضه ومبادئه، هم الذين فرطوا في عاصمتهم وأرضهم وجمهوريتهم ودولتهم، لأنهم بلا مشروع وطني، ثم هم يزايدون على وطنيتنا، ويحلمون بمصادرة حاضرنا ومستقبلنا بشعارات لم تعد تلفت عابر سبيل".
وأضاف: "إننا في حضرموت خاصة والجنوب عامة لا ننشغل كثيراً بالماضي، ولكننا نؤسس للغد منذ الآن، وإن صورته لتبدو لنا جلية واضحة: وطناً حراً مستقلاً يتسع للجميع، تبنيه عقول وسواعد أبنائه وبناته جنباً إلى جنب، لنلحق بركب الحضارة والحياة الإنسانية الكريمة".
وتابع: "لكننا نؤكد أن أي قوة عسكرية من بقايا نظام الاحتلال لا مكان لها ولا بقاء لأفرادها على هذه الأرض الحرة الأبية، وإن ساعة استكمال التحرير لقريبةٌ جداً، وإذ يكتمل تحرير كامل التراب الوطني الجنوبي فإن لحظة تاريخية جديدة سوف يدونها الزمان في سجل الشرف والمبادئ والوطنية والإباء".
وكانت قد دعت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت، كافة أبناء المحافظة إلى المشاركة في ذكرى يوم الأرض، عصر اليوم الأحد، وحذرت القيادة المحلية لانتقالي حضرموت، قوات الاحتلال اليمني من مغبة المساس بالمتظاهرين السلميين المشاركين في الفعالية.
وأكدت قيادة انتقالي حضرموت، أن أي اعتداء على المتظاهرين السلميين أو التعامل بعنف لإفشال فعاليتهم السلمية لن يمر مرور الكرام، بل سيواجه بما يستحقه من رد فعل من الشعب الجنوبي في كل المحافظات.
وقرر المجلس الانتقالي الجنوبي هذا العام أن يكون الاحتفاء بذكرى السابع من يوليو في مدينة ردفان لإعادة اعتبار الثورة واعتبار شرف الجنوب الذي كسره المحتل عام 94م، بعد أن داست مجنزرات المحتل كرامة التاريخ ودمرت صرح الانطلاقة وساحة مقابر الشهداء ورمزية راجح لبوزه وشهداء أكتوبر، وتحويل متحف ثورة أكتوبر إلى مطبخ للـ "كدم".