التصعيد الحوثي بالحديدة.. ورقة التوت الأخيرة في يد المليشيات الإيرانية

الأحد 7 يوليو 2019 22:56:29
التصعيد الحوثي بالحديدة.. ورقة التوت الأخيرة في يد المليشيات الإيرانية
مازال التصعيد الحوثي بالحديدة مستمرا ومن المتوقع أن يمتد لفترات طويلة باعتبار أن معركة الحديدة تعد ورقة التوت الأخيرة بيد المليشيات المدعومة من إيران، وذلك بعد أن فشلت في أن تحقق أي انتصار يذكر في معركة الضالع، فيما يعد وجودها بالمحافظات الشمالية ليس ذو أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة للمليشيات التي يأتي إليها غالبية الدعم والتمويل من الساحل الغربي، وبالتالي فهي كانت بحاجة إلى تعزيز وجودها بالجنوب لعدم عزل قواتها في الحديدة.
تستمر المليشيات الحوثية في الدفع بقواتها إلى مناطق إستراتيجية بالحديدة ما يعني أنها لن تتنازل عن الانسحاب منها بأي شكل من الأشكال، وأنها تتعامل مع المفاوضات السياسية المتعثرة بالأساس على أنها أحد أدوات تضييع الوقت لتتمكن من فرض سيطرتها بشكل أكبر، من خلال توجيه دفة وجودها العسكري الذي كانت تحلم بانتشاره في الجنوب إلى الساحل الغربي.
ويرى مراقبون أن التصعيد الحوثي بالحديدة يحقق أكثر من هدف للمليشيات الإيرانية، إذ أنه يعد بديل مناسب أمام أنصارها الذين رأوا هزيمتها على يد القوات الجنوبية، إذ أنها ترفض فقدان ثقة هؤلاء وتحاول الظهور أمامهم بمظهر المنتصر حتى تجذبهم للانضمام إلى جبهات القتال ولرفع الروح المعنوية لمقاتليها، وعلى الجانب الآخر فإن الحديدة  بما تحمله من أهمية إستراتيجية لوجودها على ساحل البحر الأحمر فإنها تتمكن من خلالها ابتزاز المجتمع الدولي لتخفيف الضغوط على حليفتها طهران.
إذا خسرت المليشيات الحوثية معركة الحديدة فإنها ستخسر أي وجود لها في اليمن، بسبب انقطاع الإمداد عنها، وفصلها في محافظات شمالية ليس لديها الموارد الطبيعية التي تكمنها من تمويل عناصرها، وبالتالي فإنه لا أمد سياسي بالحديدة والتعويل كله على الجهود العسكرية لإنهاء التواجد الحوثي هناك.
وواصلت المليشيات الحوثية، اليوم الأحد، استقدام حشود من مقاتلين وتعزيزات عسكرية ضخمة إلى مدينة الحديدة، وقالت مصادر إن المليشيات الحوثية حشدت مئات المقاتلين على حدود مديرية حيس بالحديدة مدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والآليات العسكرية التي تحمل عتاداً عسكرياً وأسلحة ثقيلة.
وأضافت المصادر أن المليشيات قصفت مواقع القوات المشتركة في حيس من مناطق تمركزها بقذائف مدفعية الهاون وقذائف الهاوزر، ولفتت إلى أن المليشيات استهدفت مواقع متفرقة للقوات المشتركة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة، وقذائف آر بي جي منذ ساعات الظهيرة. 
وجددت المليشيات الحوثية اليوم الأحد، قصفها العنيف لمواقع القوات المشتركة المتمركزة في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، وبحسب مصادر أمنية فإن المليشيات استهدفت أيضاً مواقع أخرى بقذائف آر بي جي والأسلحة الرشاسة الثقيلة.
وشددت مصادر أمنية على أن عمليات القصف والاستهداف تزامنت مع قيام مليشيات الحوثي بتعزيز مواقعها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ووصول حشود عسكرية حوثية ضخمة إلى تخوم منطقة الجبلية.
وأمس السبت، أقدمت ميليشيا الحوثي على إفشال  اجتماع مرتقب للجنة تنسيق إعادة الانتشار في مدينة الحُديدة، كما اشترطت الذهاب نحو محادثات الحل السياسي الشامل.
وبحسب صحيفة "البيان" الإماراتية، فقد كشف اللواء صغير بن عزيز، رئيس الجانب الحكومي في لجنة إعادة تنسيق الانتشار في الحديدة، أنه كان مقرراً عقد أول اجتماع للجنة تنسيق إعادة الانتشار برئاسة الجنرال مايكل لوليسغارد يومي 14 و15 الشهر الحالي، لكن الميليشيا الحوثية ترفض فتح الطرقات من أجل اجتماع لجنة تنسيق إعادة الانتشار، كما ترفض الاجتماع في مناطق سيطرة القوات الحكومية داخل مدينة الحديدة مع أن الفريق الحكومي غامر أربعة اجتماعات تحت سيطرة الحوثيين.
وأكد بن عزيز أن القرار الدولي (2451) بشأن اتفاق الحُديدة أشار إلى أن القرارات الدولية ومنها القرار (2216)، يعني أن المليشيات الحوثية ملزمة بالخروج من موانئ ومدينة ومحافظة الحديدة وكل المؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية وتسليمها للحكومة المعترف بها دولياً.
ومؤخراً، اختتم المبعوث الدولي الخاص باليمن، مارتن غريفيث، جولة دولية وإقليمية بزيارة العاصمة العُمانية التقى خلالها ممثلي الميليشيا في محادثات السلام وناقش معهم مساعي تنفيذ اتفاق استوكهولم، إلا أن ممثلي الميليشيا طالبوا بالقفز على اتفاق الحديدة والذهاب نحو مشاورات الحل السياسي الشامل.