التعاون بين الحوثي وداعش باليمن.. محاولة لوقف نزيف خسائر الطرفين

الاثنين 8 يوليو 2019 20:17:00
التعاون بين الحوثي وداعش باليمن.. محاولة لوقف نزيف خسائر الطرفين

قال العقيد ركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي، اليوم الاثنين، إن قوات التحالف لديها معلومات تدل على تعاون وتنسيق مستمر بين الحوثيين وداعش، ما يشي بأن هناك رغبة من قبل الطرفين اللذان يواجهان مشكلات جمة في اليمن لوقف نزيف خسائرهما إثر الضربات القوية التي يوجهها التحالف العربي لكلاً منها والتي كان آخرها القبض على زعيم تنظيم داعش باليمن، المدعو "أبو أسامة المهاجر".

ويرى مراقبون أن التعاون بين الطرفين ليس وليد اللحظة ولكنه قائما منذ فترة طويلة، غير أنه يمر بمنحنيات صعود وهبوط عديدة ارتكانا على حاجة كل طرف إلى الآخر، وأن زيادة التعاون بينهما في الفترة الحالية يبرهن على أن الطرفين في حاجة ملحة لبعضهما البعض تحديدا في وقت يعاني فيه داعش من الهزائم المتتالية التي تلقاها على مدار هذا العام والعام المنقضي بأماكن تواجده، وكذلك انحسار الدعم الإيراني المالي الموجة للمليشيات الحوثية.

وقال المالكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أن التحالف استهداف أكثر من مخزن أسلحة تابع للحوثيين، مؤكدا أن التحالف يعمل أيضا على قطع إمدادات الميليشيات الحوثية، وأشار المالكي إلى أن التحالف نجح في تحييد الصواريخ الباليستية في صعدة، محذرا من أن هذه الميليشيات تحاول استهداف طرق الملاحة البحرية.

أكد التحالف العربي أن زعيم تنظيم داعش في اليمن المدعو "أبو أسامة المهاجر" يمني ويحمل كنى مختلفة، مشيرا إلى أنه تم تكليفه من التنظيم المتطرف بقيادة عملياته باليمن وقاتل مع التنظيم في سوريا، وأوضح المالكي أن المليشيات الحوثية عززت من وجود التنظيمات الإرهابية باليمن، مشددا على أن التحالف سيقضي على هذه التنظيمات الإرهابية.

وفي مطلع العام الجاري، كشف تقرير حكومي وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران وراء تنفيذ العديد من عمليات إرهابية في العاصمة عدن وبعض المحافظات المحررة تحت اسم "تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين"، لزعزعة الأمن والاستقرار والتصوير بأن الحكومة الشرعية والأجهزة الأمنية غير قادرة على تأدية مهام عملها.

وأشارت مصادر أمنية في حينها إلى تمكن قوات الأمن الجنوبية في محافظة لحج من إلقاء القبض على خلية إرهابية لتنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة عدن ممولة من مليشيا الحوثي الإيرانية تم ضبطها في محافظة لحج.

واعترفت الخلية بتلقيها تدريبات في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي قيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمواطنين واعترافها بتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في العاصمة عدن".

وخلال شهر فبراير الماضي، كشف تقرير حديث لخبراء دوليين مرفوع لمجلس الأمن عن تنسيق ميليشيا الحوثي الإيرانية مع تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن، بحثًا عن الانسجام التكتيكي في بعض المناطق اليمنية التي تلتقي فيها مصالح هذه الأطراف.

وأشار التقرير إلى شبكات تهريب للسلاح والمعدات عبر البحر الأحمر دعما لتنظيم القاعدة، وإفساح المجال للتدفقات المالية لأعضاء تنظيم داعش في اليمن القادمة تهريبا عبر البحر الأحمر إلى الحديدة والسواحل الباقية تحت سيطرة الميليشيا الحوثية.

وأوضح التقرير الثالث والعشرون المرفوع لمجلس الأمن من فريق الدعم التحليلي الدولي بشأن تنظيم (داعش) وتنظيم القاعدة ومن يرتبط بهما من أفراد وكيانات أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقرا له يتعرض لضغوط مستمرة من جراء الهجمات العسكرية ضد العديد من قادته وطرده من بعض معاقله التي سيطر عليها لفترة طويلة جنوبي البلاد.

وفيما أكد الخبراء الدوليون استقاءهم معلومات مؤكدة عن أن الحوثيين ينسقون مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في اليمن، بحثاً عن الانسجام التكتيكي في بعض المناطق التي تلتقي فيها مصالح كل طرف منهم، وأشاروا في تقريرهم إلى أن خلايا التهريب لديها روابط مع شبكات لتجارة وتهريب السلاح في كلا من اليمن والصومال تلبي تعاون تنظيم القاعدة مع حركة الشباب في الصومال بمجال تجارة الأسلحة والمعدات عن طريق البحر الأحمر.