التحالف والحوثي والأهداف المدنية.. صراعٌ بين الإنسانية والعدوانية
في الوقت الذي يولي فيه التحالف العربي قدراً هائلاً من الاهتمام بالملف الإنساني، فإنّ مليشيا الحوثي الانقلابية لا تُفوِّت فرصةً إلا وتُعمِّق استهداف المدنيين وتطيل أمد الأزمة على النحو الذي يُحقِّق أهدافهم.
التحالف العربي أعلن إحباط محاولة حوثية لاستهداف سفينة تجارية جنوب البحر الأحمر بواسطة قارب مسيّر مفخخ بالمتفجرات من نوع "بلو فيش".
الناطق باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي قال إنّ قوات التحالف رصدت قارباً مسيّراً أثناء تحرُّكه لتنفيذ العملية، فتم اعتراضه وتدميره.
تكشف هذه المحاولة الجانب الدموي والإرهابي في معسكر الحوثي، وهو جاء في وقتٍ أكّد فيه التحالف العربي التزامه بالأهداف الإنسانية لعملياته في اليمن.
قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز قال إنّ عميلتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل هما في الأساس "دعم"، وهدفهما إنساني بحت يتمثل في حماية اليمنيين من التمدد الإيراني والميليشيات الحوثية.
وأضاف: "أي عمل يصب لرفع مستوى المعيشة لإخواننا في اليمن لتحقيق التنمية والاستقرار.. هذا العمل إيجابي ويفوق العمل العسكري".
حديث الفريق فهد بن تركي جاء خلال فعاليات ورشة عمل "العمليات الإنسانية المتزامنة مع سير العمليات العسكرية ومرحلة الاستقرار في اليمن" التي تنظمها قيادة القوات المشتركة، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "OCHA"، والوكالة الأمريكية للتنمية "USAID"، وإدارة التنمية الدولية البريطانية "DFID"، بمشاركة عددٍ من منسوبي القوات المسلحة، ومنسوبي أعضاء التحالف.
وقبل أيام، تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مقطع فيديو لتصريحات تلفزيونية أدلى بها ضابط من قوات التحالف، لدى هبوطه من المقاتلة، عقب التراجع عن شن هجمات ضد أهداف حوثية خشية التعرض لمدنيين وحرصاً على حياتهم.
وقال الضابط في الفيديو، الذي لم يتسنَ لـ"المشهد العربي" التعرُّف على توقيته: "ألغيت المهمة من قيادة التحالف.. وقت الاستهداف لاحظنا وجود مدنيين، فأبلغنا قيادة التحالف بذلك وتقرّر إلغاء المهمة".
وقارن مغرّدون بين "إنسانية" التحالف وحرصه لأقصى حد ممكن على حماية المدنيين في الحرب الجارية حالياً ضد المليشيات الحوثية الإرهابية، وبين تعمُّد الانقلابيين شن هجمات على أهداف مدنية، لا سيّما الهجمات على مطار أبها السعودي واستهداف ناقلات نفط، بالإضافة إلى استهداف أهداف مدنية في نجران ومكة المكرمة.
وفي مايو الماضي، دعت السعودية المجتمع الدولي لتحمُّل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم مع مليشيا الحوثي الإرهابية على استهدافها المناطق الحيوية المأهولة بالسكان عبر الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدن المملكة؛ الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وقال القائم بأعمال وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة بالإنابة المستشار الدكتور خالد منزلاوي في كلمة السعودية في جلسة حول "بند حماية المدنيين في النزاع المسلح" بمجلس الأمن، إنّه من منطلق أنَّ هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لاعتماد مجلس الأمن قراره الـ 1265 "حماية المدنيين في النزاع المسلح" فإنَّ المملكة تحرص بشكل مستمر على حث المجتمع الدولي لتبني توجه موحد وشامل لحماية المدنيين والنأي بهم عن النزاعات المسلحة.