نفوذ العظماء.. هل ينجح جريفيث في إحياء اتفاق السويد؟
من جديد، يحمل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث أمتعته صوب وِجهة غير معتادة منذ أن بدأ مهامه لحل الأزمة المستعصية على الحل، عندما يتوجّه إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال جريفيث إنّه يزور الولايات المتحدة لمدة يومين لبحث جهود عملية السلام في اليمن، موضّحاً أنَّه سيلتقي مسؤولين أمريكيين لمناقشة الوضع في اليمن.
وأضاف المبعوث أنّه يعتمد على دعم الولايات المتحدة لدفع عملية السلام قدماً ووضع حد للنزاع في اليمن.
زيارة المبعوث الأممي إلى واشنطن تأتي بعدما أجرى جولة متسارعة الأسبوع الماضي، ضمّت كلاً من روسيا والإمارات وسلطنة عمان، حاول خلالها إحياء جهود حل الأزمة وإعادة الحياة لاتفاق السويد الذي أجهضته الانتهاكات التي تخطّت الستة آلاف منذ ديسمبر الماضي.
يحاول جريفيث في هذه الفترة كسر الجمود الراهن، ومحاولة إحداث حلحلة مطلوبة بشكل كبير، تقوم خطوتها الأولى على إلزام مليشيا الحوثي على الانخراط في سبيل الحل السياسي.
ويلعب المبعوث الأممي في هذه الجولة، على وتر أنّ الولايات المتحدة تُمثّل قوة عظمى، تملك الكثير من النفوذ لإحداث حلحلة مطلوبة في المشهد المُعقّد.
لكن في المقابل، يُشكِّك مراقبون في جدوى مثل هذه التحرُّكات طالما أنّ مليشيا الحوثي غير ملتزمة في الأساس بالانخراط في الحل السياسي، ويستند أصحاب هذا التوجّه إلى أنّ رحلة جريفيث "المكوكية" في الأيام الماضية لم تُسفر عن شيء.
ويحاول الدبلوماسي البريطاني المُحنّك توظيف النفوذ الكبير للدول الكبرى على مستوى العالم لتلعب دوراً مؤثراً مع مختلف الأطراف لإحداث تلك الحلحلة اللازمة.
ولعلّ ما ميَّز جولة جريفيث الماضية أنّها تضمّنت روسيا، التي لم تشهد سنوات الأزمة اليمنية نفوذاً كبيراً من قبلها، وهو ما يُعضّد من ترجيحات أنّ المبعوث يحاول الاعتماد على ورقة ما يُعرف بـ"نفوذ العظماء".