الجرائم الحوثية والمحاسبة الغائبة.. رحلة البحث عن اللهو الخفي

السبت 13 يوليو 2019 20:13:59
الجرائم الحوثية والمحاسبة الغائبة.. رحلة البحث عن "اللهو الخفي"

يثير الصمت الأممي إزاء الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي الانقلابية، الكثير من الريبة في توجّه الأمم المتحدة وتعاملها مع الأزمة القائمة منذ صيف 2014، حتى باتت هي نفسها طرفٌ فيما وصلت إليه الأمور.

الانتهاكات الحوثية المتواصلة على مدار السنوات الماضية تُقابل بصمت أممي في أكثر الأحيان، أو إصدار بيانات إدانة على مضض، حتى اتهمت الأمم المتحدة باستعادة حقبة أمين العام السابق بان كي مون الذي عُرف بأنّه أكثر من عبّر عن قلقه، مكتفياً بذلك في خضم العديد من القضايا والأزمات الدولية.

ومع تفاقم المأساة الإنسانية وبلوغها مراحل متقدمة من المعاناة، يبحث ملايين المدنيين عن ذلك "اللهو الخفي" الذي يتمكّن من إيقاف هذا العبث الحوثي وإنقاذ المواطنين أو من تبقّى منهم.

واتفق خبراء وقانونيون على أنّ الأمم المتحدة هو المسؤولة بشكل مباشر عن محاسبة الحوثيين على هذه الجرائم، مع ضرورة تفعيل القانون الدولي واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب التي تُنتهك ضدهم.

وتسبّبت الجرائم الحوثية المتواصلة في إجهاض أي محاولة لإنجاح الحل السياسي، وقد ارتكبت المليشيات أكثر من ستة خرق لاتفاق السويد الموقّع في ديسمبر الماضي.

وقبل أيام، اعترف المبعوث الأممي مارتن جريفيث بالتحديات التي تُعيق التوجّه نحو السلام، لكنّه ظلَّ بعيداً عن الخطوة التي لا يريد طرْق بابها، وهي إدانة المليشيات الحوثية.

وتحدّث جريفيث عما بلغته الأزمة اليمنية، قائلاً: "لا أستطيع فقدان التفاؤل.. هناك بالطبع لحظات أشعر فيها بالإحباط وخيبة الأمل وهذا أمر طبيعي، فهناك الكثير من التحديات التي تواجه عملية السلام في هذا الصراع الشائك المعقّد".

وأضاف: "كل يوم ينقضي دون الاقتراب من الحل السياسي يعني المزيد من المعاناة للشعب اليمني، لكن كما قلت من قبل، إنني لا أفقد الأمل أبداً، يحدوني إلى ذلك التأكيدات التي تلقيتها من الأطراف، فضلاً عن دعم المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، وكل ذلك حوافز جيدة للغاية لي ولمكتبي لمواصلة مساعينا من أجل تحقيق السلام في اليمن".

وتابع: "لقد شهدنا مؤخراً تصعيداً عسكرياً لدى كلا الجانبين، لكنهما امتنعا عن الاشتباك القريب الذي خبرناه في الماضي، وواصلت حض الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتنفيذ الاتفاق، وإيجاد بيئة مواتية وبنّاءة لاستئناف عملية السلام.. لا مجال أبداً للمزيد من المغامرات العسكرية".

هذا الحديث الذي يبدو فيه جريفيث محاولاً مسْك العصا من المنتصف بأكثر قدرٍ ممكن، لكنّه تضمّن أيضاً تصريحاً لافتاً قال فيه: "أرغب بصفة شخصية في تنفيذ اتفاق استوكهولم اليوم، لكنها مسؤولية جماعية من الأطراف المعنية".

يشير هذا التصريح اللافت إلى ما يمكن اعتباره نوعاً من التخلي عن الاتفاق وإلقاء الكرة في ملعب "الأطراف" الأخرى، دون الاكتراث بالدور الذي يجب أن تلعبه الأمم المتحدة في خضم هذه أزمة أتون هذه معاناة.

جريفيث لم يتحدث في تصريحاته عن الخروقات الحوثية التي تخطت الستة آلاف واقعة، ولم يكتفِ حتى بمجرد الاكتفاء بدعوة الانقلابيين للتوقف عن العبث الذي يرتكبونه في إطار التوجّه نحو الحل السياسي.