نظرة عسكرية.. ماذا وراء تعيين صغير بن عزيز قائداً للعمليات المشتركة؟

السبت 13 يوليو 2019 23:45:53
نظرة عسكرية.. ماذا وراء تعيين صغير بن عزيز قائداً للعمليات المشتركة؟

أثار تعيين رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة اللواء صغير بن عزيز قائداً للعمليات المشتركة للجيش، الكثير من التساؤلات حول مستقبل الحرب، وما يمكن أن يتضمّنه هذا القرار في من تغييرات على الصعيدين السياسي والعسكري.

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أصدر قراراً أمس الأول الخميس، شمل تعيين بن عزيز قائداً للعمليات المشتركة، والعميد محسن محمد الداعري مساعداً له.

قرار هادي جاء بالتزامن مع تصاعد المواجهات العسكرية بين قوات المقاومة المشتركة ومليشيا الحوثي الانقلابية جنوب وشرق الحديدة.

كما جاء تعيين قيادة العمليات المشتركة في الجيش بعد أيامٍ قليلةٍ فقط من إعلان تشكيل قيادة وغرفة عمليات مشتركة للمقاومة المشتركة في الساحل الغربي، تحت إشراف التحالف العربي.

في هذا السياق، نقلت صحيفة العرب عن مصادر عسكرية قولها إنّ تعيين اللواء صغير بن عزيز الذي ينتمي إلى قوات الحرس الجمهوري سابقاً والذي تربطه علاقة عسكرية وسياسية بمنظومة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بداية لتحولات كبيرة ربما تطرأ على تركيبة قيادة الجيش بما يمكنها من تحقيق أهدافها العسكرية عبر الانسجام التام مع التحالف، ومن خلال احتوائها لكافة الفصائل والتيارات المنخرطة في مواجهة المليشيات الحوثية.

ويمكن ربط هذه التطورات العسكرية بما وصلت إلى جهود الحل السياسي، فبعدما تمّ التوصّل إلى اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، ونُظر إليه على اعتباره أنّه الخطوة الأولى على طريق الحل وإنهاء الحرب، إلا أنّ مليشيا الحوثي ارتكبت أكثر من ستة آلاف خرق، أجهض فرص نجاح الاتفاق.

وإزاء الخروقات الحوثية التي لم تنجح الأمم المتحدة في وقفها، لجأ المبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى استراتيجية أخرى خلال جولاته المكوكية في الأيام الماضية، والتي شملت روسيا والإمارات وعمان والسعودية والولايات المتحدة.

وقرأ محللون تحركات جريفيث بأنّها محاولات لاستغلال نفوذ قوى عظمى لحلحلة الأزمة وإحياء فرص نجاح الحل السياسي عبر كسر الجمود الراهن ومحاولة إحداث حلحلة مطلوبة بشكل كبير، تقوم خطوتها الأولى على إلزام مليشيا الحوثي على الانخراط في سبيل الحل السياسي.

لكن في المقابل، يُشكِّك مراقبون في جدوى مثل هذه التحرُّكات طالما أنّ مليشيا الحوثي غير ملتزمة في الأساس بالانخراط في الحل السياسي، ويستند أصحاب هذا التوجّه إلى أنّ رحلة جريفيث "المكوكية" في الأيام الماضية لم تُسفر عن شيء.