كيف تحولت ملاعب مونديال 2022 بقطر إلى مقبرة للعمال الوافدين؟
تسعى قطر لتشييد مباني مونديال 2022 لكرة القدم، لكن الواقع المرير الذي تحاول الدوحة إخفاءه ليس فقط الأساليب الفاسدة التي فازت من خلالها باستضافة البطولة بل "العبودية الحديثة"، التي تمارسها الدولة الخليجية الصغيرة، التي فضحتها وسائل إعلام غربية بالأدلة والبراهين، ما اضطر حكومة الدوحة إلى التحرك سريعا، في محاولة للإيحاء بأنها تعمل لصالح تحسين أوضاع العمال.
وبعدما تلقت وزارة العمل القطرية شكاوى للتحقيق فى وضع العمال المزري، قادت حملة شكلية للتفتيش على الالتزام بساعات العمل وقت الظهيرة، حيث زعمت تطبيق قانون حظر العمل تحت الشمس من 15 يونيو لـ 31 أغسطس، روجت من خلاله ضبط 97 شركة مخالفة في عدد من القطاعات المختلفة.
وفي بيان لها أعلنت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية القطرية، ممثلة في إدارة تفتيش العمل بحملات تفتيشية مكثفة خلال الأيام الماضية، بغرض التأكد من التزام الشركات بالقرار الوزاري رقم 16 لسنة 2007 بشأن ساعات العمل للأعمال التي تؤدى تحت أشعة الشمس، أو في الأماكن المكشوفة، خلال الفترة من 15 يونيو إلى 31 أغسطس من كل عام. وبعدما تفقد مفتشو السلامة والصحة المهنية بالإدارة مواقع العمل خلال الساعات التي يحظر فيها العمل، تم ضبط (97) شركة مخالفة في عدد من القطاعات المختلفة "الإنشاءات وأعمال رصف الطرق، والزراعي والصناعي"، حيث اكتفت بعقوبات هزيلة ضد المنشآت لإرضاء العمال أصحاب الشكاوى، وتم إخطار أصحابها بإغلاق مواقع العمل لمدة ثلاثة أيام وذلك بسبب مخالفتهم للقرار الوزاري المشار إليه.
وفي تحركات مفضوحة للتغطية على انتهاكات الوافدين واحتواء غضبهم، أهابت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بجميع الشركات في مختلف القطاعات الالتزام بالقرار الوزاري ومنع العمل في الأماكن المكشوفة أو تحت أشعة الشمس المباشرة خلال هذه الفترة. وشهدت أوضاع العمالة في قطر، خاصة القادمة من الهند وبنجلاديش ونيبال ظروفا غير آدمية من حيث الحصول على الطعام والشراب، فضلا عن أماكن لا تصلح للسكن بالنسبة لهم، إلى جانب عدم حصول بعضهم على رواتبهم لقرابة خمسة أشهر.
وذكرت منظمات لحقوق الإنسان أن هؤلاء العمال تعرضوا للاحتيال، من خلال دفع رسوم باهظة للوكلاء الذين يأتون بهم إلى قطر، ثم يتقاضون أجوراً أقل مما وعدوا بها عند وصولهم. ونشر تقرير المجلة الأمريكية تقرير الاتحاد الدولي لنقابات العمال والذي أشار إلى أن قطر تعامل العاملين لديها في مشروعات العمال وكأنهم عبيد، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة والتي تجعلهم يعملون تحت درجات حرارة مرتفعة بشكل كبير للغاية في فصل الصيف، مما يشكل خطراً على حياة العمال.
في عام 2017، أعلنت قطر أنها ستدخل إصلاحات عمالية كبيرة للعمال المهاجرين، بما في ذلك الحد الأدنى للأجور، ما يسمح للناس بمغادرة البلاد وتدابير الصحة والسلامة؛ لكن الدلائل تشير إلى أنه لم يتم تطبيق مثل هذا الاتفاق. وعندما سئل عن رفع الأجور، قال وزير الرياضة القطري في مقابلة هذا الشهر إنه لا يعرف متى سيتم رفع الأجور.