التخاذل الأممي في الحديدة يهدد البحر الأحمر بكارثة بيئية خطيرة
تسبب التخاذل الأممي في الحديدة إلى قيام المليشيات الحوثية بارتكاب كوارث بيئية لا تهدد اليمن فقط بل قد تمتد آثارها إلى الدول التي تطل على البحر الأحمر، وذلك إثر تداعيات إمكانية وجود تسرب نفطي كبير بعد تآكل خزان "صافر" العائم بميناء رأس عيسى.
وكانت الحكومة اليمنية قد طالبت الأمم المتحدة بالتدخل لدفع الحوثيين إلى السماح بصيانة خزان "صافر" العائم بميناء رأس عيسى لكن المتمردين أصروا على منع كل الجهود المبذولة لإنقاذ الوضع البيئي في المنطقة.
وخزان صافر وهو شبيه بناقلة نفط ضخمة يحمل مليون برميل نفط خام لكن عمره الافتراضي انتهى وهو ما يهدد الوضع البيئي بإمكانية تسرب كميات مهولة من النفط خاصة وان الخزان الذي يبلغ وزنه 410 آلاف طن لم يخضع للصيانة وللفحوصات الفنية منذ أكثر من 4 سنوات.
ونبهت السلطات اليمنية من أن الخزان بدا بالفعل في التآكل ما ينبئ بكارثة بيئية لم تشهد المنطقة مثيلا لها من قبل، وكانت السلطات اليمنية أطلقت تحذيرات في مارس 2018 وطالبت الأمم المتحدة بالتدخل لمواجهة الكارثة وإنقاذ الوضع البيئي عبر إرسال فريق فني للقيام بالصيانة اللازمة للصيانة والتوسط من اجل تصدير الكميات المخزنة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستنجد فيها الحكومة اليمنية الشرعية بالأمم المتحدة لتحذر من حدوث كارثة بيئية غير مسبوقة في البحر الأحمر وخليج عدن، جراء تسرب النفط من خزان صافر العائم في رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد.
إذ بات اليمن يكرر مطالبته للأمم المتحدة بممارسة الضغط على ميليشيا الحوثي من أجل وصول الفريق الفني التابع للأمم المتحدة إلى الخزان.
وكانت الأمم المتحدة أرسلت في مايو فريقاً فنياً لمعاينة الخزان، لكن الحوثيين عرقلوا وصوله، ولكن بالرغم من ذلك لم تقدم المنظمة الأممية على اتخاذ أي إجراءات رادعة للتعامل مع الموقف بل أنها انسحبت، من دون أن تضغط على المليشيات التي تتواجد في تلك المنطقة بفعل مفاوضاتها السياسية الفاشلة منذ اتفاق السويد في شهر ديمسبر الماضي.
ويقول خبراء إن الميناء العائم لتصدير النفط عبر سواحل البحر الأحمر في مدينة الحديدة أو السفينة “صافر”، بات يهدد بكارثة اقتصادية وبيئية قد تلقي بظلالها على كل مناحي الحياة ليس في اليمن فحسب بل وحتى الدول المجاورة، إذا ما تسرب النفط الخام المخزن في السفينة والمقدر بنحو 1.5 مليون برميل، والمحتجز منذ مارس 2015، في ظل رفض الحوثيين وكل من التحالف العربي والحكومة الشرعية السماح للطرف الآخر بتصديره.
وعلى صعيدٍ أخر وصفت تقارير دولية خطر السفينة النفطية صافر بـ"القنبلة العائمة"، كونها لم تخضع للصيانة منذ عام 2015، إذ تضم خزانات صافر العائمة قرابة مليون برميل من النفط الخام، ويربطها أنبوب نفطي مع حقول صافر في محافظة مأرب (شرق)
أكد مسؤولون حكوميون وخبراء ذات صلة أن هذا الخزان يعد كارثة بيئية تهدد بحدوث تسرب ومع ازدياد درجة الحرارة، وارتفاع الرطوبة، وعدم توفر وقود المازوت المسؤول عن تشغيل الغليات، وهو ما يعرض جسم الخزان للتآكل أكثر.
ويذهب البعض للتأكيد على أن التسرب النفطي بدء بالفعل جراء تآكل الخزان، ما يُنذر بكارثة تفوق 4 مرات لحادثة التسرب النفطي في "أكسون فالديز" بالولايات المتحدة عام 1989، التي تعد أكبر الكوارث البيئية في التاريخ.