التعليم في اليمن.. عدوان حوثي وترميم إماراتي

الثلاثاء 16 يوليو 2019 23:56:32
التعليم في اليمن.. عدوان حوثي وترميم إماراتي
في الوقت الذي تسبّبت فيه الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ صيف 2014، في انهيار المنظومة التعليمية، ساهمت الجهود الإماراتية في إعادة الحياة إلى هذه المنظومة حرصاً على مستقبل اليمن وأطفاله.
أبو ظبي عزّزت من جهودها المتواصلة لدعم القطاع التعليمي خلال النصف الأول من العام الجاري، إذ أعادت تأهيل 13 مدرسة في خمس محافظات استفاد منها ما يقارب عشرة آلاف طالب وطالبة.
وقالت تقارير إعلامية إماراتية إن أبو ظبي والرياض قدَّمتا 70 مليون دولار للمعلمين الذين توقفت مرتباتهم، وذلك بالتعاون مع منظمة اليونيسف، فضلاً عن العديد من المشروعات المرتبطة بتطوير وتعزيز القطاع التعليمي في مختلف المحافظات المحررة.
وشملت جهود دعم القطاع التعليمي، مدارس طارق بن زياد، والفتح، والخير، في الحديدة، ومدارس الاتحاد، وخديجة بنت خويلد، ومحمد علي في تعز، ومدرستي بن عديو، والإمارات في شبوة، إضافة إلى مدرستي زايد بن سلطان، ومحمد بن زايد في لحج، ومدارس جمال عبد الناصر، ومجمع عزان، وبالليل طاهر، في أبين. 
واستفاد من عمليات إعادة التأهيل تسعة آلاف و900 طالب وطالبة في المحافظات الخمس ومكَّنتهم من استئناف تعليمهم الأساسي والثانوي، وتضمَّنت أعمال إعادة التأهيل صيانة الأجزاء المتضررة من المدارس، وتجهيز وتأثيث الفصول الدراسية وملحقاتها، ورفد عدد من المدارس بمنظومة توليد الطاقة الشمسية.
جهود الإمارات ساهمت في إنقاذ المنظومة التعليمية في اليمن من الانهيار، لا سيّما مع الاستهداف المباشر لمليشيا الحوثي للمنشآت التعليمية بالقصف أو بتحويل عدد منها إلى ثكنات عسكرية، وهو ما تسبب في تعطيل هذه المدارس والجامعات، قبل أن تتدخل دولة الإمارات وتعيد تأهيلها، ما ساهم في إعادة الطلاب إلى مدارسهم وضمان استمرارية تحصيلهم العلمي ضمن استراتيجية تهدف لعودة الاستقرار إلى المحافظات والمناطق المحررة.

في عهد مليشيا الحوثي، تحوَّلت المدارس إلى ثكنات لتخزين الأسلحة أو مواقع لتجنيد صغار السن أو سجون سرية للناشطين والمعارضين للمليشيات، كما أضحت فرق الإسعاف والمنشآت الطبية هدفاً للأعمال القمعية التي ينفذها الجهاز الأمني الداخلي المعروف باسم الأمن الوقائي.
وتضرر القطاع التعليمي بشكل كبير، إذ تم اسـتهداف القطـاع بضربات دمرت الكثير من المدارس، كما تم تحويل الكثير منها إلى ثكنات أو مخازن للأسـلحة، وسـجون للاعتقالات الواسعة التي تشـنها المليشيات، قبل أن تفـرض أخيراً إتاوات ومبالغ مالية كبيرة على الطلاب، ما تسبّب في إغـلاق الكثير منهـا لعدم مقدرتهم على الدفع.
ومع تحويل المدارس الكبيرة معسكرات لتجنيد الصغار وغسل أدمغتهم بأفكار ومعتقدات طائفية لتعويض النقص الكبير في المقاتلين بعد عزوف الكثير من القبائل عن إرسال أبنائها إلى الجبهات، إذ أدى حرمان الأطفـال مــن التعليــم في المناطــق غير المحــررة إلى الدفع بهم في الصراع بدلاً مـن التعليـم، وذهب البعض للبحث عن عمل لإعالة أسرهم بسبب وقف الرواتب وانتشار الفقر كنتيجة للحرب التي سببتها المليشيات.
ورصدت الحكومة تدمير 13 مـدرسة بشكل كلي، و19 مدرسـة ومنشـأة تعليميـة دُمرت جزئيـاً، وتم تحويل 27 مدرســة ومنشـأة تعليميــة إلى ثكنـات عسـكرية، أو تـمت مداهمتهـا ونهبهـا والعبـث بمحتوياتهـا، أو تحويلهـا إلى سـجون خاصـة.