جريفيث والحوثي وخفّا حنين.. بين زيارة المبعوث وتصعيد المليشيات

الخميس 18 يوليو 2019 19:58:47
جريفيث والحوثي و"خفّا حنين".. بين زيارة المبعوث وتصعيد المليشيات

"عاد بخفيّ حنين.. يعرف ملايين العرب هذا المثل كثيراً، يطلقونه على ذلك الذي يذهب لمهمةٍ وتنتهي كما بدأت وتحقِّق اللا شيء وتنجز العدم".. حدث هذا مع زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى صنعاء ولقائه بقادة المليشيات الحوثية الانقلابية.

أنهى جريفيث اجتماعاته في صنعاء وغادرها دون أن يتم الإعلان عن شيء، لا جديد بشأن اتفاق السويد، لا جديد بشأن التصعيد العسكري، لا جديد بشأن استهداف المدنيين، لا جديد عن التلاعب بالمساعدات، ليخيم فشلٌ متوقع ومعتادٌ منذ أن بدأ الدبلوماسي البريطاني تلك المهمة.

ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر سياسية قولها إنّ قادة المليشيات أصرّت على انسحاباتها أحادية الصورية في الحديدة ورفضت أي مساعٍ أممية لتصحيح مسار اتفاق السويد.
وتطرّقت المليشيات في جل اللقاءات، بحسب المصادر، لفتح مطار صنعاء ووقف التدابير الحكومية التي اتخذتها لحصار الانقلابيين اقتصادياً.

لم يقتصر الأمر على هذا الفشل الدبلوماسي، بل كشفت المليشيات عن وجهها الإرهابي خلال لقاءاتها مع المبعوث الأممي، فبعدما شنّت هجوماً بثلاث طائرات مسيرة على مطارين سعوديين أمس الأول الثلاثاء، أبلغ الحوثيون جريفيث صراحةً وبدون مواربة بأنّهم مستمرون في شن هجماتهم على السعودية.

وقال رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، التابع لمليشيا الحوثي، مهدي المشاط، للمبعوث الأممي بأنّهم سيواصلون ضرب عمق السعودية، ثم أبدى جانباً من مسرحية الحوثي التي تزعم الانخراط في طريق السلام، عندما أعرب عن أمله أن يتم استغلال الأجواء في المنطقة لتحقيق السلام في اليمن، وأن هناك فرصة لتحقيق ذلك.

الرسالة التي حاولت المليشيات إيصالها تفيد بأنّها عازمةٌ على التصعيد العسكري، وهو مسارٌ يتوجّب أن يستتبعه تغييراً في تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة القائمة، والعمل على إلزام الانقلابيين بالتوقُّف عن هذه الخطوات التصعيدية.

في الوقت نفسه، فإنّ التحالف العربي مطالبٌ هو الآخر بتغيير استراتيجيته على نحو عاجلٍ بما يُحقِّق حسماً عسكرياً في مواجهة الحوثيين، وتضييق الخناق على المليشيات وقطع سبل الإمداد عنهم.

وتمنح الهجمات الحوثية، التحالف العربي شرعيةً أكبر في مواجهة الأعمال الإرهابية، لا سيّما أنّ المليشيات توجهت مؤخراً لاستهداف المدنيين، سواءً في اليمن أو المملكة العربية السعودية، وهو ما يؤكد أن قرار التدخُّل من الأساس في مارس 2015 كان خطوة استباقية لتحجيم قدرات الحوثي.