نشر ضباط الارتباط .. هل يوقف العبث الحوثي في الحديدة؟
الخميس 18 يوليو 2019 21:21:35
بلغت المحاولات الأممية لإحياء مسار السلام وانتشال اتفاق السويد من غرفة الإنعاش لا سيّما فيما يتعلق بالوضع في الحديدة، مرحلة جديدة، عنوانها "ضباط الارتباط".
تقارير دولية قالت اليوم الخميس، إنّ الحكومة اتفقت مع مليشيا الحوثي الانقلابية على نشر ضباط ارتباط في الحديدة للعمل إلى جانب ممثلين عن الأمم المتحدة على منع خرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن مسؤول أممي (لم تسمه) قوله إنّ الأطراف اتفقت على تعزيز آليات وقف إطلاق النار عبر استخدام ونشر ضباط ارتباط في بعثة الأمم المتحدة في الحديدة.
وسيعمل ضباط الارتباط بشكل وثيق مع لجنة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة اتفاق الحديدة كإجراء إضافي سيؤدي إلى بناء الثقة وتخفيف حدة التوتر ومساعدة الأطراف على الالتزام بالاتفاق وإنقاذ الأرواح في نهاية المطاف، وفق المصدر.
في الوقت نفسه، نقلت الوكالة عن العميد صادق دويد عضو الفريق الحكومي بلجنة إعادة الانتشار في الحديدة قوله: "سيكون هناك ضباط ارتباط من كلا الطرفين والأمم المتحدة في سفينة الأمم المتحدة وفي كل نقطة تحتاج وقف إطلاق النار بواقع ضابطين من كل طرف".
وأضاف: "سيقوم ضباط الارتباط بالتواصل مع قياداتهم في حال التصعيد.. هذا الأمر يبدأ في المدينة ويتوسع ليشمل كافة مديريات المحافظة".
وأوضحت الوكالة أنّه جرى التوصُّل إلى هذا الاتفاق خلال اجتماع عقدته اللجنة المشتركة المكلفة تطبيق اتفاقات الحديدة يوم الاثنين الماضي، على متن سفينة تابعة للأمم المتحدة رست قبالة المدينة.
وقالت اللجنة إنّ الطرفين اتفقا على تفعيل آلية وتدابير جديدة من أجل تعزيز وقف إطلاق النار والتهدئة في أقرب وقت ممكن.
هذه التطورات تشير إلى مرحلة جديدة من المباحثات التي تستهدف إعادة إحياء المسار السياسي والعمل على وقف معاناة المدنيين الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي منذ صيف 2014.
وعلى الرغم من أهمية إعلان التوافق على هذه الآلية، إلا أنّه لا يمكن الثقة في سير مليشيا الحوثي في طريق السلام، فبعد توقيع اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، إلا أنّ الانقلابيين ارتكبوا أكثر من ستة آلاف خرقٍ لاتفاق وقف إطلاق النار.
وفي الوقت الذي تعلن فيه الأمم المتحدة التوصُّل إلى هذا التوافق، إلا أنّ تواجه في الوقت نفسه اتهاماً بالتواطؤ بصمتٍ قاتلٍ أمام الجرائم المروِّعة التي ترتكبها مليشيا الحوثي.
ويرى مراقبون أنّ الأمم المتحدة مطالَبة باتخاذ إجراءات فورية تردع مليشيا الحوثي وتُجبرها على الالتزام بالاتفاقات والأعراف الدولية من أجل وقف معاناة ملايين المدنيين الغارقين في أتون أزمة إنسانية لم يرَ العالم مثيلاً لها، وربما لن يرى في حاضره ومستقبله القريب.