تحليل المشهد العربي.. لماذا يتخلص الحوثي من عناصره البارزين؟
"الجزاء من جنس العمل".. ينطبق هذا الوصف على ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي مؤخراً، باستهداف عددٍ من أعضائها البارزين وفي مقدمتهم بعض المشايخ، حيث انقلبت عليهم بنفس الطريقة التي انقلبت بها على الشرعية قبل خمسة أعوام.
مصادر مطلعة كشفت لصحيفة الوطن السعودية، أنّ المليشيات تنفّذ خطة انتقامية من المشايخ والوجهاء الذين تعاونوا معها في فترات سابقة وسهّلوا لها دخول صنعاء وباقي المناطق التي سيطروا عليها.
الشيخ سلطان الوروري أحد أبناء منطقة قفلة عذر بمحافظة عمران هو أحدث من دفع ثمن هذه السياسة الحوثية الإرهابية، حيث قتلته المليشيات ما أدّى ردود فعل غاضبة لدى أبناء قبيلته.
"سلطان الوروري" هو أحد أبرز المشايخ الذين سهلوا للحوثيين دخول عمران وقاتل معهم، وكان على تواصل وتنسيق مسبق مع المليشيات قبل دخولهم وسيطرتهم على المحافظة، كما أسهم مساهمة فاعلة ومشاركة في اقتحام معسكر اللواء 310.
وبحسب المصادر، فإنّ المليشيات قتلت الشيخ الوروري شر قتلة وأذلوه ورموه في العراء، وذلك في رسالة لكافة المواطنين بأن هذا مصير مشايخهم وأعيانهم وكبارهم، وأنه لا يمكن أن يكون هناك أي اعتبار لأي شخصية مهما بلغ شأنها.
واقعة الوروري لم تكن الأولى من نوعها، حيث سبق مقتل عدد من المشايخ والأعيان في صنعاء وعمران، وجميعهم من الشخصيات البارزة التي قدمت خدمات للحوثيين منذ بداية الحرب.
ويمكن القول إنّ هذا التوجّه الحوثي يعكس مدى الرعب الذي ينتاب قادة الصف الأول في المليشيات، من احتمالية حدوث انقلاب داخلي يفتِّت هذا المعسكر عن بَكرة أبيه.
وتخشى المليشيات من غدر هؤلاء المشايخ والوجهاء بهم كما فعلوا هم مع قبائلهم، كما تستهدف كذلك ضخ الرعب والترهيب في نفوس غير الموالين لها، من أنّ القتل في انتظار من يعارضها.
فكرة تهميش المشايخ في حد ذاتها كجزء من هذه السياسة الحوثية، أمر يهدف أيضاً توسيع نفوذ مشرفي المليشيات للتحكم في زمام الأمو، ضمن محاولات حوثية تستهدف تفكيك المجتمع القبلي وصناعة تكتلات مجتمعية موالية لها، تقوم على سياساتها وأجنداتها الطائفية.