قناصة الحوثي في الحديدة.. صيادو الموت الخاطف
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية خرق بنود اتفاق السويد، وعملت على تفخيخ الأوضاع في الحديدة؛ بغية إطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة.
الساعات الماضية شهدت توسّعاً حوثياً في نشر القناصة في مبانٍ سكنية ومنشآت حيوية على طول خطوط التماس داخل مدينة الحديدة، كما عملت على نشر عناصرها في مواقع ومخابئ مستحدثة.
التحركات الحوثية تشير إلى أنّ تصعيداً إرهابياً من المتوقع حدوثه بشكل كبير خلال الساعات المقبلة، يُضاف إلى سلسلة الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية وأطالت بها أمد الحرب، وأجهضت بها فرص إحلال السلام بشكل كبير.
كما يعتبر هذا الانتشار الحوثي تحدياً صارخاً لمخرجات الاجتماع الثلاثي المشترك للجنة الرقابة الأممية الذي انعقد قبل أيام على متن السفينة الأممية في المياه الإقليمية، وتم الاتفاق خلاله على نقاط رئيسية من شأنها تثبيت وقف إطلاق النار وإنقاذ اتفاق السويد.
الجرائم الحوثية في الحديدة تتنوّع بين القنص وقصف المناطق المحررة، وكذلك في الريف الجنوبي بمديريات حيس والدريهمي والتحيتا، وأحدثت قذائف الحوثي دماراً كبيراً في ممتلكات المواطنين بمن فيهم الأسر الريفية البسيطة، بل وصل الإرهاب الحوثي إلى حد اغتيال أبقارٍ وأغنام، كانت تعتاش منها هذه الأسر.
وقالت مصادر ميدانية لـ"المشهد العربي"، إنّ منزلاً ريفياً في الساحل الغربي قصفته المليشيات بـ12 صاورخاً، ما أسفر عن تدميره بشكل كامل، موضحةً أنّ تصاعد الغارات الحوثية أجبرت الأهالي في هذه المناطق على النزوح صوب أماكن أخرى.
وأضافت المصادر أنّ الهجمات الحوثية أسقطت الكثير من القتلى والجرحى، وأغلبهم من النساء والأطفال، ما يرتقي إلى جرائم حرب تُرتكب في حق المدنيين.
وفي ظل محاولاتها إحياء جهود إحلال السلام ووقف الحرب، فإنّ الأمم المتحدة تواجه اتهاماً بالتغاضي عن الجرائم الحوثية التي تُرتكب ضد المدنيين، على مدار السنوات الماضية، ما أتاح الفرصة أمام الانقلابيين للتوسُّع في هذه الجرائم.
وتتحمّل المليشيات الحوثية مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن التي تُكبِّل ملايين المدنيين معاناة غير مسبوقة.