تصفية نجيب المؤيد.. مُقرَّبٌ من عبد الملك اغتالته المليشيات
واصلت مليشيا الحوثي الانقلابية، التخلُّص من عناصرها البارزة، إثر احتدام الصراع فيما بينهم، ما ينذر بانهيار متوقع في هذا المعسكر الإرهابي.
مصادر مطلعة قالت إنّ المليشيات أقدمت على تصفية مشرفها في جبهة مدينة الحديدة نجيب عبد الله هاشم المؤيد مع أربعة من مرافقيه، الأربعاء الماضي في ظروف غامضة، عقب انتهائه من الإشراف على توزيع ونشر تعزيزات جديدة في خطوط التماس داخل مدينة الحديدة.
وعلى إثر الواقعة، بات أتباع المؤيد في حالة استنفار داخل مدينة الحديدة، فيما وصل عدد من أقاربه والمحسوبين عليه من صعدة وجبهات أخرى إلى الحديدة، وسط أجواء شديدة الالتهاب.
نجيب المؤيد من أبناء محافظة صعدة مديرية رازح، وكان أبرز قيادات الصف الأول الميدانية للمليشيات الحوثية، وكان له اتصال مباشر بزعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
تلقّى المؤيد دورات مكثفة في إيران ولبنان، وقد كان يحظى بمكانة عالية لدى عبد الملك الحوثي، حيث شارك في حروب صعدة الست واقتحام عمران، كما شارك إلى جانب الصريع طه المداني في اقتحام مدينة عدن.
وعقب دحرهم من عدن ومصرع المداني، انتقل نجيب المؤيد إلى جبهة الساحل الغربي، وتولى الإشراف على معسكر العمري في مديرية باب المندب، ثم مشرفاً لجبهة المخا، وبعد تحريرها تم تعيينه مشرفاً لمعسكر أبو موسى الأشعري في الخوخة، ومع دحرهم من مناطق الساحل الغربي تم تعيينه مشرفاً لجبهة الحديدة.
المرحلة الراهنة تشهد تصاعداً كبيرًا فيما يتعلق بإقدام الحوثي على التخلُّص من عناصره البارزة، فيما يُقال إنّه صراع على الأموال والنفوذ بين أقطاب المليشيات.
وأقدم الحوثي في الأيام الماضية، على تنفيذ خطة انتقامية من المشايخ والوجهاء الذين تعاونوا معها في فترات سابقة وسهّلوا لها دخول صنعاء وباقي المناطق التي سيطروا عليها.
الشيخ سلطان الوروري أحد أبناء منطقة قفلة عذر بمحافظة عمران هو أحدث من دفع ثمن هذه السياسة الحوثية الإرهابية، حيث قتلته المليشيات ما أدّى ردود فعل غاضبة لدى أبناء قبيلته.
"سلطان الوروري" هو أحد أبرز المشايخ الذين سهلوا للحوثيين دخول عمران وقاتل معهم، وكان على تواصل وتنسيق مسبق مع المليشيات قبل دخولهم وسيطرتهم على المحافظة، كما أسهم مساهمة فاعلة ومشاركة في اقتحام معسكر اللواء 310.
وبحسب المصادر، فإنّ المليشيات قتلت الشيخ الوروري شر قتلة وأذلوه ورموه في العراء، وذلك في رسالة لكافة المواطنين بأن هذا مصير مشايخهم وأعيانهم وكبارهم، وأنه لا يمكن أن يكون هناك أي اعتبار لأي شخصية مهما بلغ شأنها.
ويمكن القول إنّ هذا التوجّه الحوثي يعكس مدى الرعب الذي ينتاب قادة الصف الأول في المليشيات، من احتمالية حدوث انقلاب داخلي يفتِّت هذا المعسكر عن بَكرة أبيه.
وبدأت الصراعات الحوثية الداخلية تظهر على السطح، وبشكل جلي من خلال التصفيات الجسدية والاغتيالات والاعتقالات فيما بينها، ما يشير إلى ضعف وهشاشة التركيبة الداخلية لهذه الحركة الانقلابية.
وشهدت مدن عدة، تقبع تحت سلطة الميليشيات، خلال الأيام الماضية، موجة صراعات داخلية بين قيادات حوثية، إمّا بسبب السيطرة على مراكز النفوذ والسلطة وإما بسبب الاستحواذ على ما جمع من أموال الجبايات والإتاوات المنهوبة.
والأسبوع الماضي، اندلعت اشتباكات حوثية - حوثية بمحافظة إب أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينهم قيادات بارزة من المليشيات؛ بسبب خلافات على قطعة أرض.
هذه الخلافات اندلعت بين قبيلتي عنان والسعيدي المواليتين للحوثيين، بحسب المصادر التي أوضّحت أنّ الأمر وصل إلى حد اندلاع مواجهات عنيفة بين مسلحي بيت السعيدي وعدد من مسلحي مليشيا الحوثي.
وفي محاولة حوثية للسيطرة على الأمور قبل تفاقمها، أقدمت المليشيات على شن حملات اعتقالات كبيرة في محاولة لترهيب عناصرها وعدم اندلاع أي مواجهات داخلية.