اختراق الإصلاح للشرعية.. سرطانٌ خبيثٌ في جسد متهالك
رأي المشهد العربي
كما ينخر سرطانٌ خبيث في عظام جسد متهالك، يمثِّل اختراق حزب الإصلاح لـ"الشرعية" عاملاً رئيسياً فيما بلغته الأزمة اليمنية من مأساة مروعة.
السنوات الخمس الماضية شهدت اختراقاً كبيراً من قِبل حزب الجماعة الإرهابية في "الشرعية"، سيطر من خلالها "الإصلاح" على دوائر صنع القرار وعزّز مصالح نفوذه في تحقيق الكثير من الأرباح، لا سيّما على الصعيد المادي.
النفوذ الإخواني وجد "شرعيةً" مُهروِّلة، جسدها متهالك وبنيتها شديدة الوهن، فانخرط الاثنان في محورٍ واحد، دفع ثمنه ملايين المدنيين، لتضاف إلى المأساة الناجمة عن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
الكثير من قادة "الإصلاح"، استغلوا غطاء "الشرعية" من أجل السير في طريقٍ ممتلئ بالإرهاب والفساد بحكم اتهامات موثقة بالحقائق والأدلة، ولعل أبرز هذه الجرائم هي تسليم مواقع استراتيجية للحوثيين وإدارة شبكات تهريب إلى مناطق سيطرة المليشيات، واستغلال الوضع "المهترئ" لتكوين شبكات فاسدة تدر عليهم أموالاً طائلةً.
"الإصلاح" يتحمَّل جانباً كبيراً من مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، ويبدو أنّه يحقّق مصالح كثيرة منذ اندلاع الحرب، ولا أدل على ذلك انسحابهم وعلى رأسهم نائب الرئيس علي محسن الأحمر عندما كان قائداً للفرقة الأولى مدرع وقت اجتياح الحوثيين لصنعاء في مطلع الحرب.
ولا يتوقّف الأمر على ذلك، بل يتواصل عناصر "الإصلاح" النافذون، لا سيّما محسن الأحمر، مع النظام القطري (المتهم بدعم الإرهاب) وذلك على الرغم من إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قطع العلاقات مع الدوحة بعد قرار الرباعي العربي (السعودية، الإمارات، البحرين، مصر) بقطع العلاقات معها بداعي دعمها للإرهاب.
وتولى الملحق العسكري اللواء محمد علي محسن مهمة حلقة الوصل بين إخوان الشرعية والنظام القطري، وهذا المحلق معروفٌ بعلاقات مقربة مع محسن الأحمر.
ضبط هذا الوضع المروِّع يتطلب إعادة ترميم شامل للشرعية، وهو ما يُمثِّل الخطوة الأولى على سبيل إنهاء الحرب العبثية التي طالت كثيراً ودفع ثمنها ملايين المدنيين، لا سيّما أنّ "الإصلاح" تسبَّب في تأخير الحسم العسكري في مواجهة الحوثيين.