الإمارات تحبط مؤامرة قطر لإفشال التحالف العربي
رأي المشهد العربي
أحبطت دولة الإمارات العربية المتحدة المؤامرات القطرية المستمرة لإفشال التحالف العربي، بعد أن أعلن وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، عن صلابة التحالف الذي يجمع بين بلاده والمملكة العربية السعودية في اليمن في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وتأكيده على أن التحالف أمامه أهداف استراتيجية أخرى ما يزال يعمل على استكمالها باستخدام مختلف الأدوات السياسية والعسكرية.
التصريحات الإماراتية التي خرجت بالأمس الأحد، وضعت حدا للشائعات التي تطلقها أبواق الإخوان بشأن الدور الإماراتي في التحالف العربي على ضوء إعادة الانتشار التي نفذتها القوات المسلحة الإماراتية للتعامل مع مستجدات الأوضاع العسكرية في اليمن مع استمرار فشل المفاوضات السياسية بشأن الحديدة، وضعف قوات الجيش ووقوفها في صف قطر بدلاَ من التحالف، ما أفرز الحاجة إلى تعامل عسكري مغاير عما كانت تشهده البلاد منذ إطلاق عاصفة الحزم بالعام 2015.
نجحت دولة الإمارات في أن تظهر في التوقيت المناسب لإعلان حقيقة ما يجري على أرض الواقع، إذ أنها انتظرت لحين تنفيذ خطواتها العسكرية بإعادة نشر قواتها ولم تنجرف نحو الاستفزازات القطرية التي هدفت إلى الوقيعة بينها وبين المملكة العربية السعودية، وتعامل الطرفين مع الأمر في منتهى الاحترافية.
لم يكن هدف قطر من وراء نشر الشائعات بشأن التحالف العربي مرتبطة فقط بدولة الإمارات بقدر سعيها إلى إفشال التحالف بشكل عام لتحقيق مصالح إيرانية تقف القوة العسكرية لدول التحالف عقبة أمام تمددها داخل اليمن، وهو ما دفع تلك الاتجاهات تسير في اتجاه آخر يرتبط بالقوات السودانية المشاركة ضمن التحالف والدفع داخلياَ عبر الأزمة السودانية الحالية للضغط على المجلس العسكري هناك لسحب تلك القوات.
تحاول قطر أن تروج لعدم تحقيق أهداف التحالف العربي في اليمن، وبث الروح الانهزامية لدى المواطنين دعما للرغبة الإيرانية التي تحاول أن تحقق مكاسبها عبر المليشيات الحوثية من دون أن تخوض حروبا تكلفها الكثير من المال والسلاح في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها، وبالتالي ترتكن على سلاح إعلام الإخوان الذي يبث سمومه اليومية في عقول المواطنين، غير أن وزير الشئون الخارجية الإماراتي تنبه لهذا الأمر أيضا، وركز خلال تصريحاته الأخيرة على إنجازات التحالف العربي في اليمن رغم صعوبة الظرف وتعقد المهمة.
وقال قرقاش “الحروب الحديثة معقّدة، وأفغانستان والعراق وسوريا أمثلة على ذلك. وبالمقارنة حقق التحالف العربي مجموعة من أهدافه الاستراتيجية وعلى رأسها صد محاولات تغيير التوازنات الاستراتيجية في المنطقة وعودة الدولة وتحرير الأرض، ويبقى أمامه مشروع الاستقرار السياسي واستدامته”.
واستطاع التحالف العربي أن يصد النفوذ الإيراني في المنطقة وصد محاولة إيران التمدّد عبر وكلائها الحوثيين جنوبي الجزيرة العربية وإيجاد موطئ قدم لها في اليمن بموقعه الاستراتيجي المطل على ممر بحري بالغ الأهمية للملاحة الدولية ولحركة التجارة العالمية، لاسيما مضيق باب المندب الذي يصل خليج عدن بالبحر الأحمر، ويفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا بمسافة لا تزيد عن الثلاثين كيلومترا.
ولم تتوقف أدوار التحالف على الأبعاد العسكرية فحسب بل أن دولة الإمارات على سبيل المثال قامت بدور إغاثي وإنساني وتنموي من خلال تقديمها كما كبيرا من المساعدات المتنوّعة التي ساهمت في تطبيع الحياة بالمناطق المستعادة من الحوثيين وشجّعت سكانّها النازحين عنها إلى العودة إليها والاستقرار فيها عن طريق إعادة الخدمات الأساسية إليها.