عمليات أمنية وتهريب سلاح ودعم عسكري.. الإصلاح في خدمة الحوثي
تحول حزب الإصلاح في اليمن إلى خادم لتحقيق المصالح الحوثية الإيرانية، بعد أن سخر جهوده لدعم المليشيات الانقلابية بدءاً من مشاركته عسكريا بجانب القوات الحوثية التي تقاتل على حدود محافظات الجنوب في الضالع، ومرورا بتهريب الأسلحة عبر سيطرتها على قوات الجيش التي تتولى مسألة ضبط الحدود، ونهاية بقيامها بعمليات أمنية عبر إلقاء القبض على مطلوبين من جانب العناصر الانقلابية.
لعل ما يثبت أن الإصلاح أصبح خادما للمليشيات الحوثية قيامه باعتقال مطلوبين أمنيين لدى المليشيات الحوثية وإرسالهم إليهم من خلال مدير أمن مأرب العميد الميداني، وكشفت مذكرة رسمية عن قيام القيادي بحزب الإصلاح باعتقال مواطنين مطلوبين لدى مليشيا الحوثي وإرسالهم إليها.
وأوضحت مذكرة الموجهة من مدير أمن مأرب، العميد المداني، إلى رئيس نيابة استئناف مأرب، محاولته تبرير اعتقاله للمواطن صفوان محمد سالم التابعي في شهر أبريل الماضي، والذي كانت النيابة وجهت بإطلاق صراحه كون التهمة المنسوبة إليه انه مطلوب لمليشيا الحوثي الانقلابية.
وخرجت المذكرة بعد قيام إدارة أمن مأرب، الثلاثاء الماضي، باعتقال المواطن فاروق علي منصور، من غرفته في إحدى الفنادق بالمدينة، والذي ظهر مؤخرا بعد اعتقاله بأيام في سجون المليشيا الحوثية بمحافظة ذمار.
وكان مدير أمن مأرب - وفق مصادر مؤكدة - قام في أبريل الماضي بالتخاطب مع مدير أمن حضرموت، لإلقاء القبض على المواطن صفوان التابعي، بحجة أنه مطلوب لدى أمن مأرب، غير أن إحدى نقاط الجيش تمكنت من كشف عناصر مدير أمن مأرب، قبل قيامه بتسليم التابعي للمليشيا.
هذه الواقعة ليست الأولى ولا الأخيرة التي تثبت التنسيق بين الجانبين، إذ تداول نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، معلومات حول امتلاك حزب الإصلاح أكثر من 40 ألف مسلح في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات كخلايا ترفض مقاومة المشروع (الحوثي - الإيراني).
في الوقت نفسه، عمد "الإصلاح" الذي تمكّن من اختراق الشرعية بشكل كبير، إلى تجميد جبهات القتال في ميدي وصرواح والجوف ونهم وتعز أمام المليشيات، ما كشف عن علاقته سيئة السُمعة مع الحوثيين، في إطار خطة تستهدف التحالف الغربي في المقام الأول.
عزَّز حزب الإصلاح علاقته مع التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، بدعمٍ وتنسيق وتمويل قطري، وذلك بهدف سيطرة إخوانية على مفاصل الحكم بقوة السلاح والإرهاب، من خلال صناعة أعمال تخريبية.
وذكر الناشط اليمني وضاح بن عطية أن حزب الإصلاح الإخواني حرض أنصاره من أبناء محافظة المهرة وكتائبه الإعلامية للتظاهر ضد دول التحالف العربي التي تنشد إلى إخراج اليمن من براثن الحوثي.
وأوضح "بن عطية" في سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن حزب الإصلاح غدر برجال الأمن اليمني والحزام الأمني، ولفق ضدهم تهما تزعم بامتلاك سجون سرية، لافتا إلى أن "طعناته امتدت إلى تعز الواقعة تحت إرهابه بانقلابه على رفقاء السلاح والهجوم المباشر عليهم حتى وصل لحد إحراق المستشفيات".
وخلال الشهر الماضي، أسرت القوات الجنوبية 70 عنصراً كانوا يقاتلون إلى جانب المليشيات الحوثية، بينهم ضباطٌ اعترفوا أنّهم يتبعون المنطقه العسكرية الثالثة التابعة للحكومة، تحت قيادة نائب الرئيس على محسن الأحمر.
هذه المعلومات أضيفت إلى سيل عارمٍ من الفضائح التي بيّنت التحالف سيئ السمعة بين الحوثيين والإصلاح، وهو يعمد إلى إنهاك قوات التحالف ومن ثم الحكومة إلى أطول أمد ممكن، وصولاً إلى فرصة مصادرة السلطة، وهي عادة إخوانية رُصدت في تجارب الجماعة الإرهابية في كثيرٍ من الدول.
وكان القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي، قد اجتمع مع محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لاتحاد حزب الرشاد الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية، خلال شهر مايو الماضي، وهو اجتماعٌ فضح علاقة تقارب مشينة بين الانقلابيين والإصلاح.
وشهدت الفترة الأخيرة توسُّعاً حوثياً إخوانياً في تهريب الأسلحة والذخائر والمواد الأولية لصناعة المتفجرات عبر مناطق نفوذ الحكومة، وتحديداً في تعز، صوب مناطق وجود المليشيات الانقلابية.
ولا يمكن النظر إلى تحالف المليشيات الحوثية بنظيرتها الإخوانية بأنّها علاقة سرية، فكثيراً ما أقدم أي منهما على تصرف يفضح هذه التوأمة الإرهابية، ولعل الدليل الأبرز على ذلك هدوء الجبهات التي يقودها الإخوان في مأرب وتعز وكذلك جبهة نهم في صنعاء.